فضاء للتعلم والتواصل و الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء للتعلم والتواصل و الإبداع

6204
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 آثار المعاص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hasna_drg




عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

آثار المعاص Empty
مُساهمةموضوع: آثار المعاص   آثار المعاص I_icon_minitimeالثلاثاء 11 مارس 2008 - 21:59

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث
رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في هذه الحلقة وفي
هذه الدقائق، نستكمل ما ذكرناه في الحلقة الماضية، فيما يتعلق بأثر
المعاصي على القلب.
وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف ذلك
وصفا دقيقا عجيبا، فقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث "إن العبد إذا
أذنب الذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر ثقل قلبه وإن
عاد زيد فيها حتى تعلوا قلبه وذلك الذي ذكر الله"
يعني نحن تصورنا
تلك النكات السوداء قلنا هي بمثابة النقاط وطبعا النقاط السوداء ستكون
أيضا بحجم المعصية ولكن في نقاط صغيرة وهناك نقاط كبيرة، ولكن نسأل الله
السلامة والعافية، هذا القلب إذا اتسخ بهذه النقاط السوداء ما الذي يدخره.

نريد أن نتناول في هذه الدقائق والدقائق التي بعدها إن شاء الله بعض
المطهرات، في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أول هذه المطهرات،
ما جاء في نص الحديث، فإذا هو نزع واستغفر ثقل قلبه، إذا أول هذه المطهرات
هو التوبة، والتوبة في الحقيقة هي من أعظم المطهرات، وهي تجب ما قبلها كما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن التوبة مبناها على الندم حرقة
الندم في داخل قلب الإنسان ونار الأسف والأسى على ما مضى من المعصية
وارتكاب الجرء على الله تعالى، وعدم الاعتداد بنظر الله سبحانه وتعالى
لهذا العبد، هذه كلها التي تكون في صورة ندم وأسف على ما مضى فعلا هذه
النار تطهر والنار نعرفها اليوم فالمطهرات تطهر أثر هذه النكت السوداء من
على القلب.
يعني التوبة الصادقة جعلها الله لثقل قلب الإنسان، وتطهير
قلب الإنسان بل هي في أعظم صورها، جعلها الله تبارك وتعالى لمن توجه بها،
صادقا الله عز وجل، جعلها الله عز وجل سببا لأن تقلب تلك السيئات، إلى
حسنات، "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات
وكان الله غفورا رحيما"
أنا لا أريد أن أتحدث إليكم عن التوبة وعن
فضل التوبة فهذا أمر للحمد والمنة قد سمعتموه من القناة وفي غيرها من
القنوات ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يصبح مستقرا في قلوبنا وفي نفوسنا،
لكن حديثي عن أثر هذه التوبة على هذه النكات السوداء التي ذكرها صلى الله
عليه وسلم لنا، يعني نريدك أيها الأخ المستمع والأخت المستمعة نريد أن
نكون في حالة صدق مع نفوسنا، نتوجه بأنفسنا في خلواتنا أنا وأنت وأنت،
نريد أن نتوجه لأنفسنا هل نحن من الحريصين على هذه التوبة في كل يوم
وليلة، ونحن طبعا نعترف أننا نذنب في الليل والنهار وهذا طبعنا كبشر، وهذا
أمرنا وقدرنا ونحن نجاهد أنفسنا على الاستقامة على أمر الله تبارك وتعالى،
ولكن لا تخلوا ساعاتنا أو أيامنا من لمة هنا ولمة هناك، أو يعني من معصية
هنا أو معصية هناك، يعني نحن نريد أن نكون صرحاء مع أنفسنا، هل فعلا نحن
نحرص على هذه التوبة في الليل أو النهار، أم لا.
الواقع يقولوا لنا
أن هذا الأمر نعاني منه من ضعف شديد، بل أنا هنا أحذر لأن بعض المسلمين
أصبحت بعض المواعظ عندما تتحدث عن التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله وعن
الرجاء ويكأنه يظن في نفسه أن المخاطب هو غيره، يعني هو كأنه من الذين رضي
الله عنهم ورضوا عنه، لا يحتاج إلى مثل هذا الحديث عن التوبة، بل يحتاجه
عامة الناس، وهذا في الحقيقة موقف في غاية الخطورة.
التوبة هي أمر مطلوب منا جميعا، الله تبارك وتعالى يقول "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"
التوبة
في حقيقتها كما قلت هي أمر معروف هي عبارة عن أمر يتعلق بالماضي ويتعلق
بالحاضر والمستقبل، هي ندم على ما مضى وهي نزع أو ابتعاد عن المعصية في
الوقت الحاضر، وهي عزم على أن نلتزم في مستقبل الأيام، في طاعة الله تبارك
وتعالى وأن لا نعود إلى هذه المعصية هذه مركبات التوبة تتركب من أمر يتعلق
بالماضي وهو الندم والحسرة على ما مضى من معصية الله تبارك وتعالى، وعلى
أمر يتعلق بالحاضر، وهو أن نتجنب وأن ننزع كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم، أن ننزع ونبتعد عن هذه المعصية.
وأمر يتعلق بالمعصية وهو العزم، وأن نعزم فعلا أن لا نعود فعلا إلى هذه المعصية.
كما
قلت أنا أريد أن أتكلم بصراحة هل نحن فعلا يعني نعيش في حالة توبة دائمة
هل نحن نتذكر هذه التوبة في الليل والنهار أعتقد أننا ينبغي أن نكون صرحاء
مع أنفسنا وإذا أردنا فعلا أن نحول هذه الكلمات إلى واقع عملي فأنا أنصح
بأمرين اثنين.


يعني في البداية كما قلت، ينبغي أن نعود إلى أنفسنا، أنت يعني "بل الإنسان على نفسه بصيرة"
أنت
أعلم بنفسك، هل أنت ترجع وتتوب إلى الله عز وجل في الليل والنهار، هل تتوب
وتتذكر أمر التوبة خاصة، عند نومك وتتذكر أمر التوبة خاصة، وتأتي مع بعض
الأحداث تذكرك بمشاهد، الموت وغيرها، هل أنت فعلا ممن يذكرون أمر التوبة
ويعودون إلى الله تبارك وتعالى، أنا أحب أن أنصح بأمرين اثنين يعني هما
بإذن الله تبارك وتعالى في غاية السهولة، على من سهله الله ويسره الله
تعالى عليه.
الأمر الأول: أن نخصص، يعني جزءا من وقتنا ويحبب ذلك أن
يكون في الليل أن نخصص هذا الجزء لي أن نحاسب أنفسنا، يعني هذا المظهر أو
تجلي أمر التوبة، ما الذي يجعلني فعلا أطمئن أنه أنا أو أنت والأخت
المستمعة أننا فعلا في حالة توبة، هو أن نخصص وقت معين في خلوتنا مع الله
تبارك وتعالى في أمر التفكر فينا، فيما فعلناه في يومنا وفيما فعلناه، في
ماضينا.
الإنسان يتذكر هل أنا اليوم صليت الخمس صلوات؟
هل صليتها في وقتها؟ هل صليتها في خشوع؟
ماذا فعلت كيف كان بصري في هذا اليوم؟
كيف كان لساني؟ ما الذي قلته في هذا اليوم؟
هل وقعت في غيبة؟ هل وقعت في نميمة؟
كيف كان قلبي هل وقع في قلبي أمرا من الأمور المحرمة شرعا كبرا حسدا غرورا سوء ظن بالمسلمين؟
هذه
الدقائق مهمة جدا كفيلة بأن تعيد الإنسان إلى نفسه، وعندما ينظر ويتأمل في
المعاصي التي في قلبه، عندها يعود إلى الله تبارك وتعالى بالتوبة.
هنا
طبعا أذكر ولو اكتشفت أنت في كل يوم أنك تذنب، يعني قيل للحسن البصري رحمة
الله عليه، قيل له إن الرجل يذنب الذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب ، ثم
يذنب ثم يتوب، إلى متى هذا قال لا أعرف هذا إلا من أخلاق أهل الإيمان،
أنهم كلما وقعوا في ذنب تابوا واستغفروا الله وعادوا إلى الله تبارك
وتعالى.
إذن هذا الأمر الأول : هذا من أعظم مظاهر التوبة في حياتنا
هي أن تكون من ليست عنده يعني خلوة مع نفسه، مع الله تبارك وتعالى ولو خمس
دقائق في اليوم والليلة، ولو في كل يومين ولو في كل ثلاثة أيام يتفكر في
أمر حياته يتفكر في أمر طاعاته، وما أمره الله به وما أمره الله تعالى
عنه، لأن الإنسان لا يمكن بحال أن يستقيم على التوبة.
بعد ذلك يأتي
الأمر الثاني: وهو أن تخصص لنفسك وردا مخصوصا من الاستغفار خاصة عند
الصباح وعند المساء تجعل مائه مرة ثمانين مرة سبعين مرة أنت وقدراتك، أنت
لا تفرض هذا العدد على غيرك، حتى لا تقع أمر الابتداع المذموم، إنما تختار
لنفسك، على حسب قدراتك وقد كان صلى الله عليه وسلم، يقول "إني لأستغفر
الله في اليوم أكثر من مائه مرة" وكان يحسب له صلى الله عليه وسلم في
مجلسه، عن حديث ابن عمر وغيره في المجلس الواحد "اكثر من سبعين مرة" رب
اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور"
إذن إذا أردنا أن نظهر
تجليات التوبة ، ونطهر أنا أتكلم الآن عن التوبة كفضلها كمطهر تنظف وتطهر
تلك النكت السوداء، التي ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم ، التي تكون
على قلوبنا، إذا أردنا فعلا أن نستفيد من هذا الفضل العظيم علينا أن، على
الحد الأدنى أن نعود إلى أنفسنا بدقائق معدودة نتدبر في أمر يومنا وما مر
من حياتنا ثم أن نرتب لأنفسنا وردا معينا قدر معين من الاستغفار في اليوم
والليلة.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يعينني على أمر التوبة فإن من
وفق لهذا الأمر فقد وفق لما يحبه ويرضاه إن الله يحب التوابين ويحب
المتطهرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آثار المعاص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء للتعلم والتواصل و الإبداع :: المقررات و المناهج الدراسية :: التربية الإسلامية-
انتقل الى: