لنتحدث قليلا عن بعض مزايا القرآن الكريم التي امتاز بها عن غيره وبعض ماله من التأثير الروحي في نفوس قارئيه وقلوب سامعيه وذلك بسبب بقائه الحرفي كما أنزل فأقول :
1 - إن قارئه لا يسأمه . وسامعه لا يمله . بل من المشاهد للعيان أن تكراره يوجب زيادة محبته للقلوب كما قيل :
وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا
ولقد رأينا ولا زلنا نري أن غيره من الكتب مهما كان كلامها بليغا رشيقا جذابا طريفا . لابد أن تكرارها يصير مملولا في السمع . مكروها في الطبع . ولكن هذا الأمر بالنسبة إلي من له قلب سليم لا إلي من له طبع سقيم .
2 - حفظه لمتعلميه بالسهولة كما قال تعالي : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) فحفظه متيسر علي الأولاد الصغار في أقرب مدة . ويوجد في كل زمن مايربو علي ملايين الحفاظ . بحيث يمكن أن يكتب القرآن من حفظ أي شخص من أوله إلي آخره دون أن يقع خطأ في الاعراب فضلا عن الألفاظ . ولا يوجد في المجتمع الغربي عدد من حافظي الانجيل بحيث يساوي عدد حفاظ القرآن في قرية من قري المسلمين . وهذا هو الفضل البدهي للأمة المحمدية ولكتابها العظيم
3 - الهيبة التي تعتري تاليه , والخشية التي تلحق قلوب سامعيه , وهذه الخشية قد تعتري من لا يفهم معانيه ولا يعلم تفسيره .
4 - قوله تعالي ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) أي من التحريف والزيادة والنقصان وقد حدث كما أخبر , فما استطاع أحد من الملاحدة , والمعطلة ( بلا دين ) والقرامطة , والباطنية وغيرهم أن يحرفوا شيئا منه , لا من حروف مبانيه , ولا من حروف معانيه , ولا أن يغير حركة من حركات إعرابه إلي وقتنا هذا
لو أردت أن أحصي الفضائل والمزايا التي خص بها الله تعالي هذا الكتاب العظيم في نظمه اللفظي وترتيبه الحرفي لاحتجت إلي مجلد ضخم , ولكني أكتفي بهذا القدر ..