بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس الكونجرس الإسلامي الكندي:
الهجوم على الإسلام في الإعلام الغربي أكبر من قدرات المسلمين
وسط أجواء حمى العداء للإسلام والمسلمين اتنهزت آلة الإعلام الصهيونية الفرصة، وأصابت العقل الغربي بالهوس والجنون، وتناثر غبارها وقتامها في أجواء السياسة والتربية والإعلام والاقتصاد ليرسم صورة للمستقبل الإسلامي في الغرب شائهة معتمة ليصيب الشرق بغبارها الذي يمطرنا كل صباح بأمطاره التي تسوقها ريح السموم وليواجه العالم بإعادة تقسيمه إلى مربعات ومثلثات تتولى آلة الحرب إبادة بعضها بقنابل التفجير الكيمائي والإشعاعي في أفغانستان، ويتولى نيرون العصر (شارون) إبادة بعضها الآخر في فلسطين بدوس الدبابات للأطفال وضرب الأفراد العزل بالصواريخ والطائرات في تظاهرة( صهيو-أمريكية) محمومة ملؤها الغرور بالعداء، ويمثل لقاؤنا بالداعية الإسلامي الدكتور إبراهيم محمد المصري أستاذ الهندسة الدقيقة بجامعة (واترلو) ورئيس الكونجرس الإسلامي الكندي لنرى جانباً هاماً من الحقائق حول الإسلام والمسلمين في معركة البقاء.
حوار: محمود خليل
التعريف بالضيف وتأسيس الكونجرس الإسلامي
كيف كانت رحلتكم العلمية والعملية من قدومكم إلى كندا إلى تأسيس هذا الكونجرس الإسلامي؟
الجواب:أنا من مواليد 1943م، تخرجت مهندساً من جامعة القاهرة قسم الاتصالات عام 1965م، وقدمت إلى لندن عام 1968م، عقب النكسة شأن الكثيرين من أبناء جيلي لا هروباً ولا يأساً، بل التماساً للنور في أماكن أخرى من أرض الله، وحصلت على الماجستير والدكتوراه من جامعة( أتوا). أعمل حالياً أستاذاً للألكترونيات الدقيقة في قسم الهندسة الكهربائية والكمبيوتر بجامعة واترلو. وبفضل الله تعالى أصبحت واحداً من المختصصين العالميين في مجال تصميم الشرائح الإلكترونية الدقيقة ورأست عدة مؤتمرات عالمية في هذا المجال، ونشر لي أكثر من 250 بحثاً و 15كتاباً علمياً وحصلت على أعلى الجوائز الكندية والعالمية، كما أشرفت على أكثر من 100 باحث في عدة درجات علمية مختلفة وتزوجت منذ قدومي إلى كندا من سيدة كندية أسلمت وحسن إسلامها ورزقنا الله تعالى بأسرة تحيا لتعمل لهذا الدين وخدمة الإسلام والمسلمين.
أما الكونجرس الإسلامي الكندي فقد تأسس أواخر التسعينيات، وقامت قيادات العمل الإسلامي بكندا بتكوين هذا المجلس للدفاع عن حقوق المسلمين في 4 مجالات هي:
الإعلام ، والنظام السياسي،النظام القانوني، وحقوق المواطنة وتنمية المجتمع الإسلامي الكندي، حتى يتفاعل مع المجتمع الكندي تماماً من الناحية الثقافية والسياسية والتعليمية والاجتماعية مع الاحتفاظ بالهوية الإسلامية، وقد زادت أهمية هذا المجلس بصورة شديدة بعد أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية.
المسلمون في كندا
ماهي خارطة المسلمين في كندا من حيث التوزيع والفاعلية؟
الجواب: المسلمون في كندا يبلغ عددهم حالياً نحو نصف مليون، وباستمرار معدلات الزيادة من المتوقع أن يبلغ تعدادهم عام 2010م نحو ميلوني مسلم، وترجع هذه الزيادة إلى زيادة معدلات المواليد في الأسر الإسلامية، والهجرة، والدخول في دين الإسلام وهي أكبر جالية من حيث العدد بعد المسيحيين.
ونسبة المسلمين في كندا إلى عدد السكان 30 مليون أكثر من نسبة المسلمين إلى عدد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية، ونوعياً منهم نحو 55% من أبناء الجيل الثاني من أبناء المهاجرين و 5% من المسلمين الجدد، و 40% مهاجرون من أنحاء العالم، ومنهم من يحتل مناصب عالية في الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية المتقدمة جداً، ويوجد في البرلمان الفيدرالي الكندي 3 أعضاء مسلمين واحد من أصل لبناني، وآخر هندي وثالث أفريقي.
ولنا نفس النسبة تقريباً في برلمانات المحافظات. ولدينا نحو 250مدرسة و250 ألف مسلم تقريباً وهو أكبر تجمع للمسلمين، كما أن هناك تجمعاً آخر في كل من فانكوفر وريتش كولمبيا. ولدينا خبراء وعلماء مفكرون وأدباء ومحامون وأطباء ومهندسون متميزون في كل المجالات.
الكونجرس اليهودي
في مقابلة الكونجرس الإسلامي الكندي، هناك الكونجرس اليهودي الكندي، والذي يزيد عمره على 50 عاماً فكيف تواجهون الاتجاهات المعادية للإسلام التي يقوم بها هذا اللوبي اليهودي المنظم؟ وكيف هو الحال الآن بعد المجازر الصهيوني في فلسطين؟
الجواب: عدد الجالية اليهودية حاليا نحو 260 ألفاً، وقد أنشئ الكونجرس اليهودي منذ خمسين عاماً تقريباً، واستطاع هذا المجلس أن يخدم الجالية اليهودية سياسياً وقانونياً وأن يجعل الصوت اليهود مسموعاً في وسائل الإعلام وفي الحكومة وقد تم لهم ذلك بالمال والجهد والعلم.
ومعظم الاتجاهات المعادية للإسلام في كندا وراءها اليهود خاصة جريدة (ناشيونال بوست) التي يملك 50% من أسهمها مليونير يهودي صهيوني متعصب لإسرائيل اسمه (إسرائيل إسبار) ويمتلك 50% من الأسهم (كورنيل بلاك) وهو كندي يعيش في إنجلترا وأصله يهودي أيضاً ثم تحول مؤخراً إلى المذهب الكاثوليكي الروماني وحصل على لقب (لورد)!!.
ونحن منذ تأسيس الكونجرس الإسلامي الكندي قبل خمس سنوات نعتمد على بناء الثقة والقوة والمنعة للمسلمين من باب قول تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ونجتهد أن نحقق في أنفسنا شروط هذه العزة من عمل جاد وشاق ومخلص ونحتسب ذلك جهاداً في سبيل الله تعالى ومن هنا فإن القول إن العالم كله يتآمر ضد المسلمين، وإن الحركة الصهيونية في الغرب لها من القوة الخارقة ما يحبط أي عمل منظم من قبل المسلمين غير صحيح، ونحن نعتبر هاتين النظريتين من أوسع أبواب الانهزامية، وهما ضد سنن الله تعالى في كونه وخلقه، ومن ثم فهما نظريتان باطلتان.
ونحن نؤصل لأن نكون كما قال مولانا عز وجل ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) ونحاول انتزاع كل عوامل الوهن وغرس كل ركائز الثقة واليقين في أن المستقبل للإسلام.
وأما نحن في كندا، فالمسلمون كنديون ولسنا مسلمين نحيا في كندا، وتأصيل هذا المفهوم في المواطنة يحتاج إلى عقدين من الزمان تقريباً، والآن صار لنا صوت مسموع في مواجهة اللوبي اليهودي الكندي الخطير بما يخص القضية الإسلامية الأم ( قضية فلسطين)، ولنا أن نعلم أن اليهود في كندا يسيطرون على 60% من الجرائد والمجلات و 30% من محطات التلفزيون، ولكننا نحاول جمع الناس في مواجهتهم على وحدة فكرية سليمة ونحاول بكل جدية إعداد جيل من الدعاة طويلي النفس.
مركز تحليل الأحقاد
بعد أحداث 11 سبتمبر زاد العداء والتشويه للإسلام في كل وسائل الإعلام الغربية، ثم جاء الانحياز الغربي الشائن للإجرام اليهودي في فلسطين ضمن الإطار الجديد لمواجهة الإرهاب، ثم لكم مشكلاتكم الداخلية في كندا، فكيف يتعامل الكونجرس الإسلامي مع هذه التحديات المحلية والعالمية؟
الجواب:أمامنا ثلاث مجموعات تستحوذ على اهتماماتنا وتوجهاتنا،
أولها/ مجموعة تنتظمها أسباب سياسية وأخطرها اليهود.
وثانيها: مجموعة لأسباب دينية وأهمها جماعات التنصير.
وثالثها: مجموعة جاهلة بالإسلام وهم أقلها خطورة.فقضيتنا مع المجموعة الأولى هي المواجهة والفضح، ومع الثانية هي المجادلة والتفنيد، ومع الثالثة قضية التفهيم والإبانة.
كما يقوم الكونجرس الإسلامي الكندي، بعمل دراسة مؤصلة، ترصد العداء للإسلام في وسائل الإعلام الكندية، وتقوم هذه الدراسة على رصد يومي على مدار العام للأخبار والمقالات في أكبر عشر جرائد يومية في كندا باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتنتهي الدراسة بتقويم عددي لمدى العداء للإسلام، وترتيب الجرائد اليومية من حيث الأسوأ فالسيئ ... إلخ. ولقد نجحت الدراسة الموضوعية في جذب انتباه العاملين في الإعلام الكندي، وتوزع على كل وسائل الإعلام الكندية (أكثر من 500 محطة تليفزيون وراديو وجريدة يومية ومجلة أسبوعية) وكذلك كليات الإعلام الكندية، وتنشر في وسائل الإعلام الكندي نتائج هذه الدراسة وهي الآن في عامها الخامس.
وقد حققت هذه الدراسة نجاحاًَ طيباً فغيرت بعض الجرائد من لهجتها المعادية للإسلام والمسلمين، فمثلاً بعض الجرائد والصحف الواسعة الانتشار مثل ( جلوب آندميل، وتورنتوستار، وتورنتو صن، أوتاوا ستزن، ومونتريال جازيت) قد خففت من الربط بين الإسلام والإرهاب، وكانت الإحصائيات المعادية للإسلام قد زادت 22 مرة بعد أحداث 11 سبتمبر في الهجوم على الإسلام، خاصة جريدة (ناشيونال بوست) التي ترى أن كل ما هو ضد الإسلام والمسلمين إنما يصب في مصلحة إسرائيل.
وتشن هذه الجريدة الصهيونية العنصرية حملات كراهية متوالية ضد المسلمين الكنديين وتتهمهم بأنهم فاشيون وإرهابيون تسللوا إلى الديمقراطية الغربية وكانت كل مقالاتها الافتتاحية لا تخلو من تحريض واتهام وتشويه للإسلام و المسلمين.
ويرجع ذلك إلى عنصريتها الصهيونية الشديدة كما قلنا، كما يرجع إلى تبنينا للقضية الفلسطينية بشكل واضح جداً.
ونحن نرى أن إسرائيل لن ترعوي عن غيها إلا إذا عرفت أنها ستتكبد خسائر فادحة كما حدث لها في جنوب لبنان، ولم تصل إلى هذه النقطة بعد.
وننشر على أوسع نطاق غربي أن المسلمين هم الذين عاملوا كل الأقليات وفق الأصول المرعية، وقاموا بحماية اليهود الهاربين من محاكم التفتيش الإسبانية، ومن الاضطهاد الشيوعي والأوربي، بل قد إنهم أسسوا ترسانتهم المالية والسياسية في أحضان الدولة الإسلامية العثمانية. وتؤصل أمام الجميع أن العنف المتصاعد في فلسطين سببه الرئيس هو الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي العربية والإسلامية، وإزاء هذا الإجرام الإسرائيلي في فلسطين أصدرنا بياناً من 10 نقاط لإزالة سوء الفهم الخاص بالإسلام في المجتمع الغربي والخاص ببعض المفاهيم الإسلامية المتعلقة بالدفاع عن الأرض والعرض والدين، وطالبنا فيه بأنه لابد من تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية –فوراً- باعتباره الخطوة الأولى نحو إقرار السلام في المنطقة، وأدنّا بكل وضوح هذا الصمت المريب للحكومة الفيدرالية الكندية تجاه هذا الإجرام الإسرائيلي هذا الموقف المعيب الذي يعتمد على نظرية (انتظر لنرى)، في حين تمارس إسرائيل أبشع عمليات التطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية ونحن ندعو العالم أجمع إلى مساندة ومساعدة الشعب الفلسطيني وإرسال قوات مراقبة دولية، لوقف هذه المجازر البشعة التي ترتكبها إسرائيل وتزرع بها الإرهاب وتؤسس لفاشية الدولة ونازيتها وإجرامها في أبشع صورها.
•هذا نمط جديد من أنماط الدعوة الإسلامية يقوم على المتابعة والتحليل ثم النصح والتوجيه، فهل يمكن الاستفادة من هذه النتائج على نطاق أوسع؟
الجواب:نحن بصدد توسيع نطاق الدراسة لتشمل نشرات الأخبار في الردايو والتلفزيون وكذلك نشرة الأخبار على شبكة الانترنت، كما يقوم الكونجرس الإسلامي الكندي بنشر التقرير السنوي على موقعه بالإنترنت
www.cicnow.comونأمل أن يحذو حذونا جميع الأقليات الإسلامية في كل بلاد العالم المختلفة، كما نتمنى أن تفيد من نتائج هذه الدراسات كل مراكز الأبحاث والجامعات والكتاب والصحفيين. وكذلك نقدم المعلومات الصحيحة لوسائل الإعلام الكندية بخصوص الإسلام ورأي المسلمين حول أهم أحداث الساعة، كما نقوم بإلقاء المحاضرات والمناظرات حول الحقائق الإسلامية الغائبة أو المغلوطة، ومن بين مئات المحاضرات هناك محاضرة هامة في أهم كلية إعلام كندية بتورنتو(جامعة ريرسون) عن العداء للإسلام في وسائل الإعلام الكندية استمرت 3ساعات وأعقبتها مناقشات مع كل طلاب وأساتذة الكية حول الموضوع، وبعدها أصر كثير من الباحثين والطلاب على إعداد أبحاث ومشروعات تخرّج في نفس الموضوع.
كما كانت هناك مناظرة في منتصف مارس الماضي عن تأثير أحداث 11 سبتمبر على المجتمع الكندي مع مدير جامعة (ماونت إكسون) وعضو كبير من المخابرات المركزية الأمريكية.
ونحن نعلم جيداً كيف نتحرك؟ وفيم نتحرك؟ وإلى أي مدى يمكن أن نستفيد من غيرنا وأن يستفيد غيرنا منا؟ فنحن مشغولون جداً بتأصيل جديد لمفهوم المواطنة الإسلامية الكندية في أبناء الجيل الوسيط الجديد ونحن بصفتنا مسلمين ننبه العالم أجمع وفي كندا وأمريكا وأوروبا خاصة إلى أنه من الخطورة الشديدة أن تسيطر أقلية يهودية صهيونية على آذان العالم، ولا تعطي فرصة للأخر أن يعبر عن نفسه، فهذا خطر على مستقبل البشرية كلها وهو مؤشر على انحراف تيار الحضارة المعاصرة، في حين أن أقل تقدير للمذابح التي تعرض لها المسلمون على مدار التاريخ الوسيط والحديث فقط تقدر أعدادها بثمانية ملايين بدءاً من مذابح القدس في الحروب الصليبية حتى مذابح كوسوفا مروراً بمذابح بغداد على يد التتار ومذابح المسلمين في الهند وإفريقيا والبوسنة ولبنان وروسيا والأندلس ومصر وآسيا الصغرى والشرق الأقصى وفلسطين.
وبهذه المناسبة فإن الكونجرس الإسلامي يدعو علماء التاريخ الإسلامي إلى الاهتمام بعمل حصر شامل لشهداء المسلمين المدنيين ونشر هذا البحث على المستوى العالمي للمسلمين وغير المسلمين للتعريف بضحايا المسلمين على مر العصور.
فمن المعروف أن اليهود قد أزعجوا العالم وأرهبوه بمذابحهم التي نفخوا في بعض أخبارها فجعلوا منها حقائق مرعبة للجميع.
وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لهم يوم سنوي لذكرى ضحاياهم في الحروب المختلفة. ونحن الذين يتحقق فينا قول الشاعر:
قد استرد السبايا كل منهزم ***** لم بيق في قيدها إلا سبايانا
وإن رأيت سياط القهر نابحة ***** رأيت في إثرها من لحم موتانا
مسلمون حتى آخر العالم
الكونجرس الإسلامي، وهو مؤسسة تمثل المسلمين الكنديين جميعاً، وتقبل به الحكومة الكندية، ما أولويات عمله الإسلامي؟
وكيف يقوم بتصحيح اللغط الغربي حول القدس، والعمليات الاستشهادية التي تقوم بها الكتائب الفلسطينية من أجل الدفاع عن أنفسهم بأجسادهم؟ وهل يشكل هذا عائقاً لكم في الحصول على حقوقكم المدنية وحمايتها؟
الجواب:كما قلت لم لدينا بفضل الله تعالى مجموعة من قمم المجتمع الكندي من المسلمين، ونحن مؤسسة غير حكومية مسجلة عند الحكومة الكندية الفيدرالية ونقوم بعمل أسبوع إسلامي كل سنة ندعو إليه كبار الدعاة، ونقيم عشاء يحضره رئيس الوزراء الكندي وسفراء الدول الإسلامية؛ ونعد الآن مشروعاً دعوياً حول منح كل المكتبات الكندية العامة الكبرى ( 1000مكتبة) ترجمات القرآن الكريم ومجموعات ضخمة من كتب التعريف بالإسلام، كما نقدم الحقائق الإسلامية المتعلقة بكل القضايا الإسلامية الكبرى كالقدس وكشمير وكوسوفا وغيرها إلى أهل الحل والعقد في كندا، وإلى صناع الرأي العام في الخارجية ووسائل الإعلام. وهناك مجموعة من القيادات الإسلامية الكندية الموهوبة والقادرة من المخلصين يقومون بالدفاع عن حقوق المسلمين والإسلام في كل وسائل الإعلام الكندية من أجل حماية المسلمين المضطهدين في العمل بسبب الحجاب أو اللحية أو التدين، وتنشئة أبناء الجيل الثاني على معرفة الدين واللغة، كما نقوم بإصلاح ذات البين بين المسلمين الكنديين للعمل على وحدتهم وتعريفهم بحقوقهم القانونية والمدنية والسياسية، وتشجيعهم على ممارستها وعلى دخول الانتخابات في المناطق ذات الكثافة الإسلامية، واستخدام كل السبل المتاحة للتعريف بالإسلام عن طريق شبكة الإنترنت مثل
www.islamnow.comونقدم نشرة إلكترونية أسبوعية موجزة توزع على أكثر من ربع مليون مشترك ونقدم نشرة تحليلية موسعة أربع مرات سنوياً. كما نعرّف غير المسلمين بالإسلام ونعرّف الكنديين بالعالم الإسلامي بصفة دائمة، بالحكمة والموعظة الحسنة. ونقدم السكن لإيواء الذين ليس لهم سكن ونقدم الحلول للمشكلات النفسية والاجتماعية للشباب والشابات ونعيد صياغة قانون مكافحة الإرهاب من منطلق الحقوق الإنسانية العامة. كما أننا عقدنا في 7مايو 2002 اجتماعاً مع سفراء الدول الإسلامية في أوتاوا للعمل من خلال منظومة متسقة.
أما العمليات الاستشهادية التي أثارت لغطاً شديداً في الغرب فنحن نقول لهم عنها بكل وضوح: إن هذه العمليات هي الخيار الوحيد أمام أجيال لا أمل لها على الإطلاق في ظل أبواب جهنم التي تفتحها إسرائيل أمامهم، حتى لو خيرت هذه الأجيال بين الحياة في ظل السجون والقمع والإذلال والإرهاب الإسرائيلي وبين الموت لاختارت الموت! كما أنه ليس عيباً على الإطلاق أن يدافع الإنسان عن معتقداته، فكندا مثلاً فيها نحو 200ألف بوذي وعقائدهم محترمة من الجميع، فلماذا يوجه الاتهام للعقيدة الإسلامية وحدها؟ وأيهم أكثر ضرراً من يفجر نفسه لأنه لا يجد طريقاً آخر للدفاع به نفسه وأرضه وعرضه وعقيدته أم الذي يدس البشر بالدبابات ويجرف الأحياء بالجرافات لينعم هو وحده بحياة على جهود ودماء الآخرين؟! فنحن نحاول إنقاذ العقلية الغربية التي وقعت رهينة للإعلام والسياسة الصهيونية لآماد طويلة ونقدم لها كل الحقائق بوضوح وإنصاف وشفافية، وهم الذين يتهموننا بأننا متآمرون على حضارتهم، وأننا لا نتعهد بالولاء إلا لبلادنا التي خرجنا منها، وأننا إرهابيون إلى الأبد، وأننا جميعاً مستعدون لممارسة وتمويل ومساعدة العمليات الإرهابية وكما قال الشاعر:
احذر من التفريق والتصنيف *** ما بين داعي الرفق والعنف
فكل هؤلاء في الهوى سوا *** من لم يمارس عنفه فقد نوى
فتارة نحن في نظرهم ( رجال الله المجانين)، ونحن تارة (الميليشيات الإسلامية الربانية) وهكذا.
ولكن كل هذا الهجوم على الإسلام والمسلمين من باب الجهل أو الحقد أو العداء يمنحنا فرصاً واسعة للتعريف بهذا الدين العدل الوسط المستقيم الذي يلتقي مع فطرة الإنسان السوي وحاجاته الأساسية، والذي يراهن الجميع على ابتزازه وسرقته من نفسه ومستقبله.