حقق تشيلسي الانجليزي حلمه أخيرا وتأهل إلى المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد فوزه على ليفربول الانجليزي 3/2 في مواجهة مثيرة انتهت مساء أمس الأربعاء على استاد "ستامفورد بريدج" بالعاصمة البريطانية لندن في إياب الدور قبل النهائي للبطولة.
وثأر تشيلسي لهزيمته مرتين في المواسم الثلاثة الماضية أمام ليفربول في نفس الدور بنفس البطولة وحجز الفريق مكانه في المباراة النهائية بجدارة للمرة الاولى في تاريخ النادي بعد الفوز على ليفربول 4/3 في مجموع مباراتي الذهاب والاياب.
ويلتقي تشيلسي في المباراة النهائية مع مانشستر يونايتد في مواجهة إنجليزية خالصة بالعاصمة الروسية موسكو يوم 21 أيار/مايو الحالي.
وانتهى الوقت الاصلي للمباراة بتعادل الفريقين 1/1 وهي نفس النتيجة التي انتهت إليها مباراة الذهاب على ملعب ليفربول الاسبوع الماضي ليلجأ الفريقان إلى الوقت الاضافي لمدة نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين.
وفي الوقت الاضافي حسم تشيلسي النتيجة لصالحه ليحقق إنجازات تاريخيا للنادي اللندني الذي يواجه منافسة شرسة حاليا مع مانشستر يونايتد على لقبي الدوري الانجليزي ودوري أبطال أوروبا.
وتقدم المهاجم الايفواري ديدييه دروجبا لفريق تشيلسي بهدف رائع في الدقيقة 34 وتعادل الاسباني فيرناندو توريس لفريق ليفربول في الدقيقة 64 ليلجأ الفريقان إلى الوقت الاضافي.
وفي الوقت الاضافي سجل تشيلسي هدفين آخرين أحرزهما فرانك لمبارد من ضربة جزاء ودروجبا في الدقيقتين 98 و105 بعد أن ألغى الحكم هدف سجله الغاني مايكل إيسيان لفريق تشيلسي.
ولم ييأس ليفربول الفائز بلقب البطولة خمس مرات سابقة فواصل هجومه في الشوط الاضافي الثاني حتى سجل الهولندي رايان بابل هدف الفريق الثاني في الدقيقة 117 لكن ذلك لم يكن كافيا لتأهل الفريق إلى المباراة النهائية التي خسرها في الموسم الماضي والتي فاز بها في عام 2005 .
وبدأت الاحتفالات العارمة للاعبي وجماهير تشيلسي بمجرد انطلاق صفارة النهاية بينما بدأ ليفربول التفكير فيما كان يجب فعله في المباراة.
وعلى عكس التوقعات التي سبقت المباراة والتكهنات بأن تأتي رتيبة للغاية بعد تعادل الفريقين 1/1 في مباراة الاياب سيطر ليفربول على مجريات اللعب بشكل كبير وكان الاكثر استحواذا على الكرة في هذه المباراة المثيرة بينما اعتمد تشيلسي على الهجمات المرتدة السريعة.
ووسط الامطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة لندن تقدم تشيلسي بهدف سجله دروجبا بعدما انطلق سالومون كالو مستغلا تمريرة زميله لامبارد في الوقت الذي اعتقد فيه دفاع ليفربول أن كالو في موقف تسلل ولكن الاخير اخترق دفاع الضيوف وسدد كرة تصدى لها الاسباني خوسيه ريينا حارس مرمى ليفربول ولكن الكرة ارتدت إلى دروجبا الذي سدد الكرة في شباك ريينا.
وكاد الالماني مايكل بالاك يسجل الهدف الثاني لتشيلسي من ضربة حرة ولكن تسديدته كانت في الشباك من الخارج لينتهي الشوط الاول بتقدم تشيلسي 1/صفر.
وفي الوقت الذي سيطرت فيه السعادة على فريق تشيلسي بعد هذا التقدم كاد الفريق يدفع الثمن عندما سدد الهولندي ديرك كويت نجم ليفربول كرة قوية بعدما هيأ له زميله ستيفن جيرارد الكرة برأسه أمام مرمى تشيلسي ولكن التشيكي بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي تصدى للكرة بقدمه لينقذ فريقه من هدف آخر بعدما تصدى لتسديدة توريس في الشوط الاول.
وفي المقابل سدد لامبارد كرة قوية ولكن ريينا تصدى لها كما تصدى لتسديدة من مسافة بعيدة أطلقها جو كول ولكن ليفربول تعادل في الدقيقة 64 بهدف سجله توريس اثر تمريرة من الاسرائيلي يوسي بينايون الذي لعب في التشكيل الاساسي على حساب بابل.
ووضح خلال المباراة خاصة في الشوط الثاني والوقت الاضافي تفوق هجوم تشيلسي بقيادة دروجبا على دفاع ليفربول بقيادة الفنلندي سامي هيبيا وجامي كاراجر.
واستغل الغاني إيسيان الارتباك الواضح في دفاع ليفربول بعد دقيقتين فقط من بداية الشوط الاضافي الاول وسدد الكرة في شباك ريينا ولكن الحكم لم يحتسب الهدف لوجود أربعة لاعبين متسللين من تشيلسي ومتداخلين في اللعب.
وبعد ثلاث دقائق تقدم تشيلسي بهدف فعلي من ضربة جزاء اثر خطأ من قبل هيبيا في تقدير الكرة وحاول تغطية الخطأ فأسقط بالاك داخل منطقة الجزاء ليحتسبها الحكم ضربة جزاء سددها لامبارد في شباك ريينا.
وسجل دروجبا الهدف الثاني له في المباراة وهو الثالث لتشيلسي اثر تمريرة من زميله المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا وسط شكوك حول وجود أنيلكا في موقف تسلل عند تمرير الكرة.
ولكن الاثارة لم تتوقف عند هذا الحد حيث سدد بابل كرة قوية من مسافة بعيدة حاول تشيك التصدي لها لكن الكرة كانت قوية فارتطمت بيده وأكملت طريقها إلى داخل الشباك قبل دقيقتين من نهاية الوقت الاضافي الثاني.
ولكن تشيلسي نجح في الحفاظ على تقدمه في الدقيقتين الباقيتين من المباراة ليثأر لهزيمتيه أما ليفربول في عامي 2005 و2007 .
ووصل جون تيري قائد فريق تشيلسي الفوز بأنه "رائع" وقال "أعتقد أنه كان مستحقا تماما.. جعلنا المباراة صعبة علينا.. أشعر بالسعادة لنفسي وللنادي ومشجعيه".
وأشاد تيري بزميله لامبارد الذي تغلب على أحزانه وخاض المباراة بعد أسبوع واحد من وفاة والدته مشيرا على أن "لامبارد شخص رائع". وحرص جميع لاعبي تشيلسي على حمل شارات سوداء حول أياديهم.
وقال تيري "كان أسبوعا عصيبا بالنسبة للامبارد. أثق في أنه سيهدي الهدف الذي سجله اليوم إلى روح والدته".
وأعرب دروجبا عن سعادته بالفوز قائلا "إنه فوز مهم للغاية بالنسبة للنادي. بعض اللاعبين حاولوا تحقيق هذا الانجاز عبر خمس سنوات. أشعر بالسعادة لاننا نجحنا في تحقيق ذلك للجماهير. أشعر بالسعادة لفريقي".
أما الاسباني رافاييل بينيتيز المدير الفني لفريق ليفربول فأكد "أعتقد أننا كنا قريبين للغاية.. لعبنا جيدا في الشوط الثاني ولكن الهدف الثالث حسم المباراة.. سيطرنا على مجريات اللعب في المباراة وسنحت لنا فرصتان في الوقت الاضافي وسيطرنا على مجريات اللعب ومنعنا تشيلسي من صنع فرص جديدة".