في عام 3956 ......
كانت الأعداد القليلة من جنس البشر يسكنون في مدينة واحدة، (مدينة الحرية)، عندما كان قد جاء عصر سيدت فيه الأجهزة الإلكترونية على جنس البشر. فخلال هذه اللحظات كان الكلونيل (عبد الكريم) ينتقل من غرفة المراقبة إلى مركز القيادة العامة ،والذي قام بتأدية التحية العسكرية وقال:
_ سيادة الجنرال تبدو الأوضاع مستقرة في الوضع الحالي ، ماذا تحب ان نفعل، انضربهم بقنبلة نووية ؟
وهنا أشار الجنرال (محمد) رأسة علامة على النفي وقال:
_ لا ، ففي المرة السابقة لم يؤثر عليهم شيء ، فالذي تم هو تفجير مجرد ثلاثمئة وتسعة جندي مقاتل فقط.
ثم سكت برهة وأكمل وهو يحك لحيته البيضاء قائلا:
_ علينا الوصول إلى اللوحة الأم.
فقال الكلونيل (عبد الكريم) :
_ إذا ، أنرسل فرقة (جنود الظلام) للعمل ؟
وهنا احمر وجه الجنرال وقال وقد ارتفعت نبرة صوته:
_ هل جننت ، لن نكرر الذي حصل قبل تسعة أشهر ، انا لست مستعد للتضحية بخمسة وخمسين رجلا إضافيا من الرجال.
وهنا نهض من كرسيه واتجه نحو الكلونيل (عبد الكريم) قائلا:
_ ياصديقي العزيز، نحن جنس البشر أصبحنا على شفى حفرة من الإنقراض ، إن كل مجند نملكة يعتبر ثروة، لايمكننا التخلي عنها بسهولة ، بل انما يتوجب علينا استغلالها استغلالا سليما.
وهنا قال الكلونيل (عبد الكريم) وقد ازداد توتره:
_ ولكن لايمكننا الجلوس قط والإنتظار إلى أن تضرب الآليات ضربتها.
فقال الجنرال (محمد):
_ لن نظطر لفعل ذلك...أرسل في طلب الكابتن (أسامة) على الفور.
***
لنلق نظرة سريعة على مقر جنس الأجهزة الآلية للنتعرف عليها ، فأول ماتقع علية أنظارك هو ساحة ضخمة يقف فيها مايعادل خمسمئة انسان آلي من رتبة الجنود ، كل ماعليهم فعله هو إنتظار امر بالهجوم ، مع تحديد دقيق للزمان والمكان المراد مهاجمته.
أما في الطابق التحت الأرضي فقد كان يوجد اكبر مصنع شهده التاريخ ، (مصنع للرجال الآليين) ولكن صناعتهم لم تكن تعتمد على الطاقة الكهربائية كما هو متعارف عليه ، بل انما كانت تصنع اجسادهم من فلز (البلاتين) الذي يتمتع بدرجه انصهار علية تصل الى 1772 درجة مئوية ، ودرجة غليان تصل الى 3827 درجة مئوية، بالإضافة لانهم كانوا يشحنون بأشعة (جاما)، هذا فقط بالنسبة للجنود المقاتلين ، اما بالنسبة لرجال المهمات الخاصة فقط كانوا يعتمدون على تقنية أخرى ، اي انهم كانوا يتكونون من خليط من الفلزات والأشعة المختلفة . ناهيك عن بعض الغازات .
والمسؤول عن ذلك كلة هو حواسيب آلية ذاتية التصرف كانت هي المسؤولة عن التصنيع والتطوير.
وفجأة ، ومن دون سابق انذار جاء للجنود أمر بالهجوم الى مكان معين ، إلا انة لم يكن هجوما على جنس البشر.