نجمة الباكلوريا هذا العام تدعى سارة مشانطر . هذه الطالبة الشابة من ثانوية روماندي بالدارالبيضاء نجحت في الحصول على الباكلوريا بامتياز عال جدا حيث نالت النقطة الأولى على الصعيد الوطني ، متفوقة على 83063 طالبا من مختلف أكاديميات التربية الوطنية الناجحين بالدورة الأولى العادية لهذه السنة الدراسية 2007 ـ 2008 . لقد نالت المعدل 18،71 من 20 في أحد المسالك المتطلبة جدا ألا و هو مسلك العلوم الرياضية . سارة لا تسعها الفرحة . " أنا سعيدة جدا . لقد حققت أخيرا حلم طفولتي ، فعندما كنت صغيرة عبرت لوالدي ذات يوم عن أمنيتي في أن أنال جائزة وطنية " ، هكذا تعترف و البسمة على شفتيها تشع من محياها . لقد أصبح التحدي الكبير حقيقة واقعة . لا بد أن النقط التي حصلت عليها في مختلف المواد ستجعل الكثيرين من أقرانها يحمرون خجلا . لقد نالت سارة ، حسب ما أعلنته أكاديمية جهة الدارالبيضاء الكبرى ، 20 على 20 في مادة الفيزياء ، و 19،5 على 20 في الرياضيات ، و 19،5 في الانجليزية ، و 18،5 في العلوم الطبيعية . معدلها في الفلسفة هو الأدنى : 13 على 20 ، لكن سارة تقول انها تستحق أكثر من ذلك و تعبر عن أسفها قائلة : "لقد أجبت جيدا على جميع الأسئلة و لا أعرف كيف منحوني 13 " . و ليس هذا هو الانجاز الأول الذي تحققه سارة ، البالغة من العمر 17 سنة ، فقد نالت عن كفاءاتها جائزتين أكاديميتين ( في 2006 و 2007 ) .
تخفي سارة ، من مواليد الدارالبيضاء ، المتواضعة جدا و البسيطة ، وراء ابتسامتها الخجول طموحا وثابا و رغبة في الالتحاق بمدرسة البوليتكنيك بباريس ثم متابعة دراساتها العليا بجامعة هارفارد الأمريكية الخاصة . و تتوفر سارة على كل المؤهلات للنجاح في ذلك ، فهي ذكية و رصينة و جدية و ذات ارادة حديدية . أما حاليا ، فتستعد لولوج الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين العليا ، شعبة الرياضيات و الفيزياء و علوم المهندس ، بثانوية الخنساء . يبدو المشوار أمام سارة طويلا و شاقا ، لكن و بثقة غير مهزوزة ، تعلن جاهزيتها لخوض غماره بغاية الوصول الى هدفها . لا تملك بذلك الا أن تنظر اليها نظرة اعجاب و تقدير . أما نظرتها الثاقبة و المليئة بالطموح فتوحي اليك بالذهاب بعيدا .
تخيم لحظة صمت على المكان قبل أن يتدخل والدها بالكلام ، فيما تلمع عيناه بالبهجة و السعادة و تقرأ على وجهه ملامح الفخر و الاعتزاز ، يقول سمير مشانطر : "تستحق سارة أن تكون الأولى ، فهي تعمل بلا هوادة و أنا فخور بها " . يدرس هذا الأخير مادة الرياضيات بثانوية ابن الياسمين ، و قد درس طفلاه الآخران بشعبة العلوم الرياضية أيضا . هل هذا محض صدفة أم أن للأب دخلا في ذلك ؟ يجيب سمير مشانطر : "هم الذين اختاروا هذه الشعبة ، لم أفرض عليهم أي شيئ . لكي تنجح من المهم جدا أن تحب ما تفعله " . و مع ذلك ، قد يكون للوراثة فعل ما . و في كل الأحوال ، الرياضيات بالنسبة لسارة كالماء للأسماك : مصدر حياة . و رغبة منها في تحقيق حلمها فقد كرست له جهدها بالكامل الى درجة أنها أهملت هواياتها الأخرى : السباحة و فنون الحرب .
ليس والدا سارة فقط من يعتز بانجازها و لكن بلدها أيضا يعتز بذلك .
مترجم عن جريدة (لوسوار) الصادرة بالفرنسية ـ عدد 95