اللغـة العربيـة
اللغة العربية لغة فصحى و لغة القرآن، وهي كتابية أساسا ولو أنها تستخدم في الأغراض الدينية والتعليم والتواصل. وقد تراجعت مكانة اللغة العربية في المغرب مع دخول الحماية الفرنسية، حيث جعل المستعمر من اللغة الفرنسية اللغة الرسمية الوحيدة طيلة فترة الحماية، وأبعد اللغة العربية عن كل اتصال بالعالم العصري، مما أبقاها في حالة من الجمود. هذا الجمود لم يدم طويلا، إذ ما فتئ أن تبدد تدريجيا مع خروج الاستعمار من البلاد لتأخذ اللغة العربية مكانتها بعد تعريب الإدارة والتعليم، وتصبح عاملا أساسيا لتجانس الثقافة العربية بالمغرب.
اللهجـات العـربيـة
لا تجسد اللهجات العربية المستعملة في المغرب، كما هو الحال في جميع الدول العربية، شكلا شعبيا أو شفهيا للعربية الكلاسيكية. فهي تتميز عن اللسان الفصيح من جوانب عديدة تتمثل في النحو والمعجم بالخصوص.
وتوجد في المغرب لهجات عربية حضرية ولهجات قروية أو بدوية متنوعة. وقد تطورت اللهجات الحضرية حول محاور سكنية كبرى كانت في الماضي مراكز للحكم المخزني كفاس ومراكش والرباط. لكن ورغم هذا التباين، فإن اللهجات العربية تسهل التواصل والتفاهم بين مختلف الشرائح الاجتماعية.
الأمازيغيـة
أدت الفتوحات الإسلامية في القرن 8م إلى تعريب (لـَهْجي) للمناطق الحضرية بالمغرب، فيما ظلت المناطق الجبلية، إلى أيامنا هذه، تتكلم الأمازيغية التي تختلف جذريا عن العربية - ضمن ما تختلف فيه - كونها كانت شفهية أساسا ولا تستفيد من أي كتابة إلى حد قريب، إلى أن تم اختيار حرف تيفيناغ القديم من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب كمتن كتابي، مما جعل حرف تيفيناغ يحظى باهتمام العديد من الباحثين الناشطين في الحقل الأمازيغي، وذلك لتطويره وجعله قادرا على مسايرة العصر. وبالفعل فقد خرج المعهد بكتابة تيفيناغ عصرية حاولت استيعاب مجمل الحروف التي تستعملها مختلف اللهجات، ونال تيفيناغ اعتراف منظمة" الأيسوا". وتتوزع اللهجات الأمازيغية في المغرب على النحو التالي: تشلحيت في الجنوب (الأطلس الكبير)، وتمازيغت في الأطلس المتوسط، وتريفيت في الريف.
الفرنسيـــة
لقد فُرضت اللغة الفرنسية في المغرب، كما في باقي دول المغرب العربي، لغةً رسمية واحدة و وحيدة منذ بدايات احتلاله (سنة 1912)، فتم استخدامها كأداة للتواصل في الإدارة وفي جميع المؤسسات الجديدة: الحقوقية، السياسية، الاقتصادية، التربوية والعلمية، بكيفية كانت من القوة بحيث وجد المغرب نفسه غداة الاستقلال أمام لغة فرنسية قوية ومهيمنة تكاد تحتكر جميع مظاهر الحياة اليومية.
نعلم أن فرنسا بذلت قصارى جهدها لفرض تطبيق نظام استعماري استثنائي في المغرب، وهو نظام الحماية الذي يهادن ويغازل البنيات التقليدية بدعوى احترام الشخصية الحضارية والتاريخية. وقد كان هذا النظام إيجابيا بالنسبة لوضعية اللغة العربية في بعض الأماكن خصوصا المؤسسات التعليمية التقليدية التي نذكر منها: المدارس القرآنية، الزوايا، جامعة القرويين...، الشيء الذي ضمن استمرار حضورها في المغرب.
الإسبانية
وصل المهاجرون الأولون من إسبانيا و الأندلس إلى المغرب خلال القرن 15 م، وفي سنة 1885 استقر المستوطنون الإسبان في الأقاليم الجنوبية ثم في الأقاليم الشمالية سنة 1912، حيث رافق التواجد الإسباني في الثغور الشمالية والمناطق الجنوبية، فرض التعامل باللغة الإسبانية التي كانت مهيمنة في هذه المناطق، لكن بعد استقلال المغرب، تم إبرام مجموعة اتفاقات مع إسبانيا تم التفاوض بشأنها عقب صدور توصيات أممية كاتفاق 1958 الذي استرجعت بموجبه مدينة طرفاية، واتفاق 1969 الذي استرجعت بموجبه مدينة سيدي إيفني، واتفاق مدريد الذي وضع حدا للتواجد الإسباني بالصحراء المغربية، وكرس عودة الأقاليم الصحراوية إلى حظيرة الوطن.
وبخروج إسبانيا من شمال وجنوب المغرب، تم الحد من هيمنة اللغة الإسبانية في المغرب، لكن انتشارها في المناطق الشمالية والجنوبية التي كانت تحت سيطرة الاستعمار الإسباني مازال مهما.