ظهرت أهمية النشاط البدني في العصر الحديث حيث قلل التقدم السريع للمجتمعات الحديثة واستخدام تقنيات النقل الحديثة الجهد الذي يبذله الإنسان في التنقل والمشي. كذلك الانتشار الأخير لمجموعة من الأمراض أطلق عليها أمراض العصر، أو ما يعرف بالنمط المعيشي وعلى رأسها السمنة وداء السكري، وأمراض الشرايين، والسرطانات، وغيرها من الأمراض. ولتزايد الكلفة العلاجية لمثل هذه الأمراض توجه التركيز نحو الوقاية والتثقيف الصحي لمعالجة هذه المشاكل الصحية. فالتوعية والتثقيف الصحي حول الحركة والتربية البدنية من السبل الوقائية للحيلولة دون التعرض لمثل تلك المشاكل إن لم يكن أهمها.
وتمثل التربية البدنية عنصرًا رئيسًا ومظهرًا مهمًا في نمو الفرد على مدى سنوات عمره المتتابعة وخصوصًا في سنوات الدراسة. وفائدة اللياقة البدنية تتمثل في:
- بناء جسم قوي خال من الأمراض.
- نمو في العضلات والقلب والرئتين يسمح بقوة، وسرعة، ورشاقة، وقدرة على الاحتمال للقيام بمهمات الحياة.
- وجود عقل مستنير ومتحرر من القلق والخوف والتوتر.
- وجود روح لا تشعر بالأنانية من حيث ارتباطها بعمل مهم بل تشعر بأنها جزء مهم من ذلك العمل.
لذلك تعد التربية البدنية مطلبًا أساسيًا وحاجة ضرورية لنمو الفرد، وأن عدم تحقيق هذا المطلب خلال بعض مراحل العمر يؤدي إلى حدوث خلل أو قصور في عملية النمو. ومن خلال الدراسات والملاحظات الميدانية على أبنائنا الطلبة لوحظ وجود أكثرية من الطلاب لا يهتمون بممارسة الرياضة ولا يمارسونها في أغلب الأحيان، وبدأت عليهم مظاهر عدة منها:
- عدم وجود قدرة على التحمل والتعب من أقل مجهود لدى بعض الطلاب.
- زيادة النحولة لدى بعض الطلاب وزيادة السمنة والإفراط عند بعضهم الآخر.
- عدم وجود هدف أو غاية عند بعضهم واتساع وقت الفراغ لديهم.
- ازدياد الهوة بين الطلاب والعنف حين الاجتماع لعدم وجود رابط اجتماعي.
من هنا كان الهدف إلى تجميع تلك الطاقات الشبابية وتوجيهها الوجهة السليمة وخصوصًا في عالم المدنية والميكنة الذي لا يتميز بالحركة لتشجيع ممارسة الرياضة، حيث إن الرياضة للجميع، وهي أداة مهمة لترقية الحس وشفافية الشعور وبناء الجسد السليم القويم وغرس روح الجماعة.
النشاط الرياضي المدرسي هو نشاط تربوي وصحي في آن واحد، يعمل على تربية النشء تربية متزنة ومتكاملة النواحي الوجدانية والعقلية. والإدارة العامة للصحة المدرسية بوزارة المعارف بدورها نهجت منهجًا يهدف إلى العناية بالتوجه الوقائي والتوعية الصحية لمنسوبي الوزارة من طلاب وموظفين بالنشاط البدني وممارسة الرياضة، وتشجيع الطلاب على تغيير السلوك والربط بين النمط المعيشي والصحة، وتبني العادات الصحية المعززة للصحة عن طريق البروشورات التوعوية والبوسترات والبرامج التوعوية مثل برنامج «رشيق» المطبق في بعض المناطق، والمشاركة الفاعلة في يوم الصحة العالمي والذي حمل شعار «في الحركة صحة وبركة».
إن سعادة الإنسان معقودة على قوة جسمه وروحه، وإن الإسلام لا يحتقر الجسم بل يحترم الطاقة الجسمية ويهتم بالإنسان جسمًا وعقلاً، ويزكي العقل والروح لأن الجسم السليم هو الذي يتحمل تكاليف العمل. واللياقة البدنية هي الأساس لظهورنا بأفضل مظهر، وهي بشكل أدق تؤمن لنا القدرة على القيام بالأعمال اليومية بنشاط وحيوية، وتؤثر بدرجة معينة على جودة اليقظة الذهنية وصحتنا النفسية، وذلك لأن ما نقوم به بأجسامنا يؤثر على ما نستطيع عمله بعقولنا.