عدد الرسائل : 191 العمر : 36 المستوى الدراسي : 2bac l 4 المادة المفضلة : arabic الهوايات : foot balle تاريخ التسجيل : 28/11/2008
موضوع: الأرض المباركة الأربعاء 3 ديسمبر 2008 - 17:05
.عدنان علي رضا النحوي
أحداث أمتنا لا يكفيها الشعر ولا النثر . إنها أحداث جسام تحتاج إلى كلّ أنواع الأسلحة والعتاد ، وكلّ أنواع القوى وأساليب الجهاد والكلمة قوة من هذه القوى وسلاح من هذه الأسلحة .. سلاح لا بدّ أن يكون له دوره في كلّ معركة وفي كلّ ميدان . وفي الأمة القوية تكون الكلمة قوية ، قوية بمنطلقها، وأثرها ، ومداها.
ولكن الكلمة قد ضعفت في أمتنا اليوم . ضعفت شكلاً ومضموناً ، وضعفت أثراً ومدى . كما ضعفت الأمة وكما ضعفت سائر أسلحتها . ولكنها جولة من جولات أمة الإسلام بين ماض بعيد ومستقبل قريب . إنها جولة من الجولات ومرحلة من المراحل في تاريخ عظيم ممتد في الحياة حتى قيام الساعة . فهذا هو تاريخ المؤمنين وهذا هو مداه !
من عبق هذه الأرض المباركة ومن أنفاسها الذكية ، من مرابعها الطيبة ومن صفحات جهادها الكريم ، خرجت هذه الأبيات من الشعر . أرض مباركة ، لم تكن بركتها في حجارة أو طين ، في نبات أو طير ، في مروج أو زهور ، وإن كانت هذه كلها طيبة ، ولكنها بركة عقيدة وجهاد ، بركة رسالة ربانية ونبوة ، بركة تاريخ طويل يرسمه وحي السماء ، لتمضي معه جنود الحقّ في صراع طويل مع الباطل .
ونمت بركة هذه الأرض حين أسرى الله سبحانه وتعالى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ليؤم الأنبياء ويمضي به البراق … إلى السموات . فترتبط بذلك الديار وتتصل القلوب ، وتجتمع على الأمة مرابع الخير ، وفي طريق النور .
ومع الطفولة المتفتحة وعلى مدارج الصبا لاقتنا الأحداث ثورات دامية وشهداء أبرار في معارك متلاحقة ضد الاستعمار والصهيونية والمؤامرات الدولية. ولم تكن تهدأ ثورة حتى تنتفض أخرى أشد وأعتى ، وكان بينها مدة راحة واسترخاء يفرضها الوضع الدولي كالحرب العالمية الثانية ، تغلب فيها الشكوى والتغني بالأمجاد .
وكانت فاجعة النزوح بكل مآسيها ودموعها ودمائها ، ودفعتنا هذه الفاجعة لنلتقي من جديد ، وتلتقي الأمة كلها مع أحداث جسام ، وصراع مرير باق ما بقيت الحياة حتى تقع جولة الحق ، وتنتصر فيها الإيمان وتعلو كلمة الله .
ديوان "الأرض المباركة " والذي يقع في ( 272 صفحة ) أول ديوان صدر للمؤلف ، وقد تناول الديوان بالدراسة والتعليق عددٌ من الصحف ورجال الأدب والفكر ، كالدكتور محمد مصطفى هدارة الذي كتب مقدمة الديوان ، والأستاذ محمد لطفي الصباغ ، والدكتور أحمد كمال زكي ، والأستاذ الشاعر عبد العليم القباني وغيرهم .