الحجاج بن يوسف الثقفي سياسي
أموي وقائد عسكري، من الشخصيات المثيرة للجدل في
التاريخ الإسلامي والعربي، عُرف بـ (المبير) أي المبيد.
[1] وخطيب بليغ. لعب دوراً كبيراً في تثبيت أركان الدولة
الأموية، سير الفتوح، خطط المدن، و بنى مدينة
واسط. وأختلط في المخيلة الشعبية بروايات مبالغ فيها تدل على ميراث الرعب الهائل الذي خلفه.
رأي العلماء فيه * قال الإمام الذهبي فيه : كان ظلوماً، جباراً خبيثاً سفاكاً للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة،وتعظيم للقرآن... إلى ان قال: فنسبهُ ولا نحبه، بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الايمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبهِ، وأمره إلى الله وله توحيد في الجٌملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة الامراء . * قال ابن كثير فيه : كان فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق(الهلاك والظلم) ، وكان يغضب غضب الملوك... وقال أيضا ً: وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة ، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها ، وإلا فهو باق في عهدتها ولكن يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه... ، وكان يكثر تلاوه القرآن ويتجنب المحارم ولد أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي في منازل ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة41هـ. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج
دامت ولاية الحجاج على العراق عشرين عاماً، وفيها مات
قالها الحجاج بن يوسف عندما ولاه أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان
على العراق .. العراق كانت تنقسم إلى عاصمتين .. البصرة والكوفة .. نزل الحجاج بالكوفة .. ودخل أحد المساجد وأمر بجمع الناس لقول الخطبة .. وقد كان متلثما بعمامة حمراء كي لا يعرفه أحد في بداية الأمر .. ثم اعتلى المنبر وخلع عمامته فجأة و بدأ خطبته المشهورة :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا .. متى أضع العمامة تعرفوني
أما والله إني لأحمل الشر بحمله ، وأحذوه بنعله ، وأجزيه بمثله ، وإني لأرى رؤوسا ً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، وإني لأنظر الدماء بين العمائم واللحى تترقق :
قد شــمَّــرتْ عن ســاقها فــشــمِّـر
إني والله يا أهل العراق ، ومعدن الشقاق والنفاق ، ومساوىء الأخلاق ، لا يُـغمز جانبي كتغماز التين ، ولا يُـقعقع لي بالشنآن ؛ ولقد فــُررتُ عن ذكاء ، وفـتـشت عن تجربة ، وأجريت إلى الغاية القصوى ، وإن أمير المؤمنين نثر كنانته بين يديه ثم عجم عيدانها ، فوجدني أمرها عودا وأشدها مكسرا ، فوجهني إليكم ، ورماكم بي ، فإنكم قد طالما أوضعتم في الفتن وسننتم سنن الغي ، وأيم الله لألحونكم لحو العصا ، ولأقرعنكم قرع المروة ، ولأعصبنكم عصب السلمة ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ، أما والله لا أعد إلا وفيت ، ولا أخلق إلا فريت ، فإياي وهذه الشفعاء ، والزرافات والجماعات ، وقالا وقيلا . وما يقولون ، وفيم أنتم و ذاك ؟ ، والله لتستقيمن على طريق الحق ، أو لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده ! .. من وجدته بعد ثالثة من بعث المهلب سفكت دمه ، وانتهبت ماله وهدمت منزله . إلى هنا انتهى كلام الحجاج .. هذه الخطبة من أشهر خطب الحجاج وزرعت في قلوب الحاضرين رعبا وجعلت الجنود تتدافع لللإلتحاق في جيش المهلب بعدما كانوا يرفضون ذلك .