بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. الرحمن الرحيم .. مالك يوم الدين ... الحمد لله الكريم الوهاب .. الحمد لله الرحيم التواب الحمد لله الهادي الي الصواب .. مزيل الشدائد وكاشف المصاب ... الحمد لله فارج الهم ... وكاشف الغم ..... هو ربنا لا اله الا هو ... عليه توكلنا ... واليه أنبنا .. واليه المرجع والمتاب
اما بعد
موضوع درسنا اليوم
عن الموت ... التحدي الاعظم
لفضيلة الدكتور محمد العريفي
هيا بنا احبائي في الله لنتعرف علي حدائق الموت , هي تلك القبور التي غيبت فيها أجساد تحت التراب .. تنتظر البعث والنشور وان ينفخ في الصور .. اجتمع أهلها تحت الثري .. ولا يعلم بحالهم الا الذي يعلم السر واخفي
الموت هو أعظم تحدًٌ تحدي الله به الناس أجمعين ... الملوك والأمراء والحجاب والوزراء والشرفاء والوضعاء والاغنياء والفقراء
كلهم عجزوا عن يثبتوا أمام هذا التحدي الإلهي قال الله عز وجل في كتابه الكريم ( قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ) الايه 168 (سورة آل عمران )
فأين الجنود ؟ أين الملك ؟ أين الجاه ؟ أين الأكاسره ؟أين القياصره ؟ أين الزعماء ؟ أتي علي الكل أمر لا مرد له حتي قضوا ... فكأن القوم ما كانوا .. وصار ما كان من ملك ومن ملك كما حكي عن خيال الطيف وسنان
مرض أبو بكر رضي الله عنه .... فلما اشتد مرضه .. فعرض عليه أبناؤه أن يأتوه بطبيب فأبي .. فلما نزل به الموت وأشتدت عليه السكرات ...
صرخ بأبنائه وقال : أين طبيبكم ؟ ... ليردها علي إن كان صادقا ... ووالله لو جاءه أطباء الدنيا ... ما ردوا روحه الي أبدا
قال الله (فلولا إذا بلغت الحلقوم ,, وأنتم حينئذ تنظرون ,, ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ,, فلولا أن كنتم غير مدينين ,, ترجعونها إن كنتم صادقين ) (سورة الواقعه :83 -87)
إنه الموت .. هادم اللذات ومفرق الجماعات .. وميتم البنين والبنات
المنايا تجوس كل البلاد والمنايا تبيد كل العباد
لتنالن من قرون أراها مثل ما نلن ثمود وعاد
هل تذكرت من خلا من بني الأصفر أهل القبور والأطواد
هل تذكرت من خلا من بني سان أرباب فارس والسواد
أين داود أين سليمان المنيع الأعراض والأجناد
أين نمرود وابنه أين قارون وهامان أين ذو الأوتاد
وردوا كلهم حياض المنايا ثم لم يصدروا عن الإيراد
ومن تأمل في الموت علم أنه أمر كبار ... وكأس تدار .. علي من أقام أو سار ..
يخرج به العباد من الدنيا الي جنه أو نار ... ولم لم يكن في الموت إلا الاعدام ... وانحلال
الأجسام .... ونسيان أجمل الليالي والأيام لكان والله لأهل اللذات مكدرا .... ولأصحاب
النعيم مغيرا وليست المشكله في الموت ... فالموت باب وكل الناس داخله ... لكن المشكله الكبري والداهيه العظمي ما الذي يكون بعد الموت ؟ أفي (جنات ونهر ,, في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ( سورة القمر 54 - 55 ) أم في (ضلال وسعر ,, يوم يسحبون في النار علي وجوههم ذوقوا مس سقر ) (سورة القمر 47 - 48 )
وفي نهاية الدرس اتمني من الله ان يدخلنا الجنه باذن الله وان يكون اخر كلامنا في
الدنيا قبل الممات بنيه صادقة هي اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
احبائي في الله اني احبكم في الله
المصدر
كتاب حدائق الموت للدكتور محمد العريفي