محاضره ألقاها الشيخ عثمان الخميس
إن الحمد الله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا من يهده الله فهو المهتدى ومن يظل فلن تجد له وليا مرشدا . وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أخي المطالع لهذا الموضوع ينبغي أن تعرف أن الحديث هنا ليس عن الشيعة وإنما هو عن التشيع كمذهب ونحلة وندعوك للوقوف معنا بروح التجرد والإنصاف فإلى الموضوع:
الشيعة فيهم الجاهل وفيهم العالم . لكن الموضوع أكبر من هذا بكثير نحن نريد أن نتكلم عن التشيع كتشيع لا نريد أن نتكلم عن الشيعة كأفراد وموضوع الأفراد ليس هذا مجاله وإنما المجال هو الكلام في التشيع ذاته لا في الأفراد الذين ينتمون إلى هذا المذهب أو هذا الدين أو هذه الملة وإنما نتكلم كما قلت عن أصل هذا الدين أو أصل هذا التشيع .
الشيعة الإمامية :- هم الذين يقولون بإمامة على بن أبي طالب – رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله علية وآله وسلم – مباشرة بدون فصل ويرون أن أبا بكر أغتصب الخلافة من على – وكذلك فعل عمر وعثمان .
والصحابة عند الشيعة قسمين :
القسم الأول : وافق أبا بكر وعمر وعثمان على تجنيهم على علي وهؤلاء هم جل الصحابة .
القسم الثاني : هم الذين لم يرضوا بهذا وخالفوا ذلك الأمر ورأوا أن أبا بكر وعمر وعثمان قد اغتصبوا الخلافة من على وان الخلافة لعلي ، وهؤلاء قد اختلف الشيعة في أعدادهم أو أسمائهم
ولكن أجمعوا على ثلاثة وهم ، سلمان الفارسي رضي الله عنه ، و المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه .
ولذلك جاءت روايات كما سيأتي أن الصحابة كلهم ، ذهبوا إلا ثلاثة : سلمان والمقداد وأبا ذر ، وجاءت في بعض الروايات ارتد أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم كلهم إلا ثلاثة – وذكروا أولئك الثلاثة ثم بعد ذلك يستثني عمار بن ياسر وبعض الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين .
فإذا الشيعة هم الذين يقولون بإمامة على بن أبي طالب بعد رسول الله صلى الله علية وسلم – بلا فضل ، ولكنهم بعد ذلك اختلفوا اختلافا شديدا في الإمامة بعد رسول الله صلى الله علية وسلم – فبعد أن اتفقوا على – على بن أبي طالب – اختلفوا بعد علي وبعد الحسين وبعد جعفر اختلافا شديدا وكذلك بعد الحسن العسكري والمشهور أيضا أنهم تقريبا بعد كل إمام يختلفون ولكن هذه أكبر خلافات وقعت بين الشيعة بعد علي مباشرة لأن بعض الشيعة قالوا أن علياً لم يمت و مازال عليا باقيا – رضي الله عنه ولم يقولوا بإمامة الحسن بن على بعد علي رضي الله عنه ولكن جمهورهم ذهبوا إلى إمامة الحسن بعد – على بن أبي طالب وبعد الحسن واتفقوا على الحسين وبعد الحسين أيضا اختلفوا وبعضهم قال بأن الإمامة انتهت عند الحسين وبعضهم قال بإمامة محمد بن الحنفية – أي وبعد على قالوا بإمامة محمد بن علي ثم بعد محمد قالوا بإمامة جعفر ولكن بعد جعفر اختلفوا فمنهم من قال بإمامة موسى وهم جمهور الشيعة ومهم من يقال بإمامة إسماعيل بن جعفر وعم مجموعة من الشيعة الذين يسمون بالإسماعيلية ومنهم من وقف في جعفر وقالوا انتهت الإمامة عند جعفر وغير ذلك .
واختلفوا كذلك بعد الحسن العسكري : الذي هو الحسن بن علي الهادي اختلفوا في الإمامة بعده فقال بعضهم أن الإمامة وقفت عند وبعضهم قال بإمامة المنتظر الذي هو ادعوه إنه ولد الحسن العسكري وبعضهم قال بإمامة أخيه جعفر- ولذلك يقول النوبختي وهو من علماء الشيعة يقول بعد الحسن اختلفت الشيعة على أربعة عشر فرقة ، هذا بعد الحسن فقط .
وموضوع المنتظر عند الشيعة – موجود في الكافي ما ينكر ذلك – أي ينكر وجود المنتظر فهذا كتاب الكافي للشيعة أخذت منه هذه الرواية – تقول هذه الرواية ، أنه سئل رجل من الأشعريين أبا بكر فقال فما خبر أخيه جعفر يقصدون جعفر أخا الحسن العسكري فقال ومن جعفر فسأل عن خبره أو يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل من رأيته من الرجال وأهتكه لنفسه خفيف في نفسه ولقد ورد على السلطان إلى أن يقول فلما اعتل الحسن بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل فركض من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجل ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقافة وخاصته فيهم تحرير فأمر بلزوم دار الحسن وتعرف خبرة وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمره بالاختلاف إليه وتعهده صباحا ومساءا إلى قوله وفتشوا الحجر وختم على جميع ما فيها وطلبوا أثر ولده وجاءوا بنساء يعرف الحمل فدخلنا إلى جواريه ينظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة ووكل بها تحرير الخادم وأصحابه ونسوه معهم ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته وعطلت الأسواق وركبت بني هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته – يقول ثم غطيا وجهه وأمر بحمله فحمله من وسط داره ودفن فالبيت الدفن فيه أبوه فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا عن قسمت ميراثه ولم يعد يزل الذين وكلوا بخفض الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل ، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر – فهذا كتاب الكافي الذي هو الكتاب المعتمد عند الشيعة يقول لنا أنه ليس هناك مهدي منتظر، أي لم يولد للحسن أصلا و لم يكن للحسن العسكري ولد . ولذلك قسم ميراث الحسن بين أمه وأخيه .
يقول النوبختي – توفي الحسن بن علي سنة 260 ودفن في داره ولم يرى له أثر ولم يعرف له ولد ظاهر ، وهذا قاله النوبختي ، يقول قسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه وهي أم ولد ، فافترق أصحابه بعده أربع عشرة فرقة وقاله الفرقة الثانية عشرة وهم الإمامية لله حجة من ولد الحسن بن علي وهو وصي لأبيه ، مع أنه فتش فلم يوجد له ولد -وهذا قاله النوبختي في كتاب فرق الشيعة صفحة 108