باسم الله الرحمن الرحيم
الدور التربوي و التثقيفي للمكتبة المدرسية داخل المنظومة التربوية
المكتبة المدرسية تفعيل لمشروع الجودة في التعليم :
لم يعد ينظر إلى المكتبة المدرسية على أنها تؤدي أدوارا ثانوية مقارنة بالنشاط التربوي والأهـداف التي تسعى المدرسة إلى تحقيقهـا ، ولم تعـّد المكتبة المدرسية بمثابة حجرة لخزن الكتب والمجلات والمطبوعات في دواليب وخزانات مقفلة ، أغلبتها في معظم الحالات لا تتصل بموضوعات مناهج الدراسة و لا تحقق الكفاية والتنوع بحيث تخدم أغراض التعلم وتتناسب مع ميول التلاميذ وقدراتهم المختلفة وما يوجد بينها من فروق .
فالمكتبة المدرسية تعد اليوم في ظل الإصلاح التربوي و سعي وزارة التربية الوطنية لتفعيل مشاريع الجودة المشار إليها في مقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين، إحدى وسائل التعليم الهامـة داخل المدرسة ، وهي وحـدة متكاملة مع المدرسة والمنهج ، ولها كافة الإمكانيات المتعددة للإسهام في تحقيق كثير مـن الأهـداف التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها .
الهدف العام من المكتبة المدرسية :
توفير بيئة تعليمية تعلميه مناسبة تتيح للتلميذ الاستفادة من أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعلم وتهيئ له فرص التعلم الذاتي ، وتعزز لديه مهارات البحث والاكتشاف ، وتمكن الأستاذ من إتباع أساليب حديثة في تصميم مادة الدرس ، وتنفيذها وتقويمها .
وظائف المكتبة المدرسية:
فيما يلي بعض الوظائف والخدمات المكتبية التي أتصور أن تقوم بها المكتبة المدرسية وتهـدف إلى تحقيقهـا:
1- حث التلاميذ وتشجيعهم على القراءة والبحث والإطلاع في المكتبة ، وإرشادهم في نواحي القراءة التي تتصل بما يدرسونه في مختلف حجرات الدراسة ، أو بالنشاط المدرسي خارجهـا أو مدى حاجاتهم واهتماماتهم الذاتية .
2- تعرف التلاميذ عن كيفية استخدام المكتبة المدرسية والاستفادة من محتوياتها لخدمة حاجات الدراسة وحاجاتهم واهتماماتهم المختلفة ، ويتطلب ذلك تزويدهم بالمعلومات والمهارات المكتبية التي تمكنهم في النهاية من الاستخدام الواعي الذكي لمختلف محتويات المكتبة المدرسية وغيرهـا من المكتبات العامة في محيطهم.
3- توفير مختلف أنواع الكتب والمراجع وغيرها مـن مختلف الأدوات اللازمـة لتكميل النواحي التعليمية وتبين مدى الاستفادة التي تحتاج إليها ودراسة المقررات ومختلف أوجه النشاط التعليمي المختلفة ، والعمل على تسهيل تناولها واستخدامها من جانب المدرسين والتلاميذ في داخل المدرسة وخـارجهـا .
4- توفير الكتب والمراجع الحديثة التي يحتاج إليها المدرسون في مختلف النواحي العلمية والتربوية والاجتماعية وغيرهـا مـن نواحي الثقافة العامة التي تساعدهم على تحقيق النمو الثقافي والمهني.
5- مساعدة التلاميذ على الحصول على مختلف مصادر التعلم التي تتصل بدراسة موضوع أومشروع معين ، وإرشادهم إلى كيفية جمع البيانات والمعلومات وكيفية كتابة المقالات والبحوث الدراسية التي تتناسب وأعمار وقدرات التلاميذ .
7- تنسيق خدمات المكتبة المدرسية مع غيرها من مكتبات المدارس المجاورة، وكذلك مع المكتبة العامة الموجودة في المحيط لكي يتوفر للتلاميذ أكبر استفادة ممكنة من الخدمات والإمكانيات المكتبية .
الوسائل:
ولكي تؤدي هذه العملية الأهداف المنوطة بها ينبغي أن تشتمل على الحد الأدنى من الإجراءات الأساسية التالية التي تعتبر من أساسيات الإجراءات التقليدية من جهة ، كما أنها تعد إجراءات ضرورية عند تطبيق نظام الفهرسة بواسطة الحاسوب ، وسوف أركز هنا على الإجراءات التقليدية للمواد المطبوعة لأنها تمثل الغالبية العظمى لمحتويات المكتبة وهذا لا يمنع أن أتناول باختصار المواد غير المطبوعة .
أولاً المواد السمعية والبصرية :
بصفة عامة ينبغي أن تسجل المواد السمعية والبصرية في سجلات خاصة بعد ختمها بختم المكتبة ويحتوي السجل غالباً على البيانات التالية :
- مسلسل المادة في سجل .
- بيانات النشر "اسم الناشر، مكان النشر، تاريخ النشر".
- بيانات الطبعة .
- ملاحظات.
بعد إتمام عملية التسجيل تمر هذه المواد بعملية أخرى فنية تسمى عملية الفهرسة : وهي عبارة عن وصف للمحتوى المادي للمادة على بطاقات الفهرسة مقاس"7.5×12.5" ، ويتناول هذا الوصف البيانات الآتية :
- عنوان المادة .
- بيان المسؤولية .
- بيانات النشر "اسم الناشر: مكان النشر، تاريخ النشر".
- السعة الزمنية للمادة (الأقراص المدمجة...).
وبعد ذلك تصفف هذه البطاقات في الأدراج الخاصة بها وتكون جاهزة للاستعمال.
ثانياً: الكتب :
يمر الكتاب بعدة مراحل قبل أن يوضع في مكانه الصحيح على أحد أرفف المكتبة، وقبل أن يكون صالحاً للإعارة ، ونجمل فيما يلي الخطوات التي يجب اتباعها في هذا السبيل :
1- ختم الكتاب: توضع علامة أو سمة خاصة على الكتاب تدل على ملكية المكتبة له ، ويمكن أن يتم ذلك بأن يختم الكتاب بختم المكتبة والذي يحتوي على البيانات التالية :
- مكتبة المدرسة.
- رقم السجل .
- رقم التصنيف .
2- تسجيل الكتاب: يسجل الكتاب في سجل خاص يحتوي على البيانات التالية بالترتيب:
- مسلسل "رقم السجل".
- رقم التصنيف .
- عنوان الكتاب.
- اسم الملف .
- مكان النشر .
- اسم الناشر .
- تاريخ النشر .
- جهة الورود.
- تاريخ الورود.
- ملاحظات.
3- تصنيف الكتاب: للتصنيف في المكتبة أهمية كبرى ، بل لا أغالي إذا قلت إن التصنيف الجيد هو المعيار الذي تمتاز به مكتبة على أخرى ، ويمكن تعريف التصنيف بأنه هو ترتيب أوعية المعلومات ترتيباً من شأنه جمع كتب الموضوع الواحد في مكان واحد على أرفف المكتبة تجاورها أوثق الكتب صلة بهذا الموضوع وذلك لتحقيق غرضين:
أولهما: إعانة الفكر لإدراك طبيعة الموضوعات وترتيبها لسهولة الرجوع إليها.
ثانيهما: إظهار ما بينها وبين غيرها من صلة في الخواص والأوضاع .
وهناك تصانيف كثيرة شائعة لا مجال لاستعراضها ، أشهرها تصنيف ديوي العشري ..
4- تكعيب الكتب: يوضع رقم التصنيف على كعب الكتاب وذلك بعد إضافة الحرفين الأولين من اسم المؤلف والحرفين الأولين من عنوان الكتاب وهذا بغرض تجميع الكتب ذات المؤلف الواحد في مكان واحد إضافة إلى تسهيل مهمة التلميذ في الوصول إلى الكتاب بسرعة .
5- عملية فهرسة الكتب: من المهم بعد الحصول على مواد المعلومات الملائمة لاحتياجات التلاميذ ، تنظيم هذه المواد وعرضها بطريقة تؤدي إلى الاستخدام السريع والسهل، كذلك من المهم توفير الأداة "الفهرس" التي تعد بمنزلة الدليل لما هو موجود في المكتبة ، ويمكن تعريف الفهرس بأنه أداة دقيقة وسريعة لإيجاد كتاب بعنوان معين أو بموضوع معين أو مؤلف معين ، ولكي نحقق ذلك لا بد أن نعتمد على قواعد للفهرسة ، وظيفتها وصف الملامح المادية والموضوعية للكتب وغيرها من المواد بوساطة مجموعة من البيانات تحول إلى الحاسوب باستخدام برمجية ACCESSأو EXCELأو غيرها.
خاتمة:
المكتبة المدرسية مرفق من أهم مرافق المدرسة الحديثة التي تتبع الأساليب والطرق التربوية الحديثة، وتطبق المنهج الدراسي بمعناه الواسع ، وليس باستطاعة المدرسة أن تحقق المفهوم الحديث للمنهج بدون مكتبة معدة إعدادا جيدا ، ومزودة بقدر كاف من أوعية المعلومات على اختلاف أنواعها .