السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
و صلى اله على سيدنا ونبينا و مولانا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
التفكير العلمي أو الموضوعي
التفكير العلمي أو الموضوعي السليم عبارة عن عادة يمكن التدريب عليها، شأنها شأن شتى العادات والمهارات العقلية والحركية الأخرى.. ولهذا التفكير فوائد جليلة في النجاح ليس في الدراسة وحسب وإنما في الحياة ولاشك في الحياة العصرية المعقدة التي تتطلب الكثير من المعارف والخبرات والمهارات. كذلك فإن التفكير الموضوعي مفيد في نمو شخصية الطالب، فإذا ما نجح مثلاً في التوصل بنفسه إلى نتائج صائبة عبر استدلالات صحيحة اكتسب شعوراً بالثقة والإعتداد بالنفس وباحترام ذاته وشعر بالرضا والسعادة. وعن طريق تدريب التلميذ على التفكير العلمي يُصبح قادراً على التمييز بنفسه بين الخطأ والصواب، بين اليقين والإحتمالات، بين الحقيقة والدعاية، بين الأهواء الذاتية وبين الموضوعية والواقعية.
خطوات التفكير الموضوعي باختصار:
1- الشعور بوجود المشكلة. وهو ما يؤدي إلى شعور الإنسان بالتوتر أو الضيق وهو ما يؤدي إلى اختلال التوازن العقلي.
2- تفهّم المشكلة. وذلك عبر تحديد المشكلة وتحليلها إلى عناصر بسيطة، ومعرفة قيمة كل عنصر (معناه ووظيفته).
3- الحلول المبدئية. وذلك عن طريق وضع بعض الاحتمالات المختلفة للحل.
4- غربلة الحلول المبدئية. وذلك عن طريق مناقشة الإحتمالات أو دراستها أو إجراء التجارب عليها وذلك للتأكد من مدى صحتها واحداً واحداً.
5- الوصول لحل المشكلة. وهي المرحلة الأخيرة بعد حذف أو تعديل بعض الحلول المبدئية الخاطئة.
وهي خطوات تشابه إلى حد كبير خطوات المنهج العلمي الذي يتبعه العلماء والباحثون في الوصول إلى نظرياتهم، فمن المعروف أن الباحث المجرّب يلتزم باتباع الخطوات الآتية:
1- الملاحظة والتجربة
2- تصنيف النتائج
3- وضع فرضيات تفسر الظواهر
4- التحقق من صحة الفرضيات
تستطيع المدرسة أن تنمي في تلاميذها القدرة على الإستدلال المنطقي السليم عن طريق عرض الدروس على صورة مشكلات تتحدى تفكير التلاميذ وتعمل على قدح قدراتهم العقلية وعلى إطلاقها، وبذلك تساعد التلميذ على أن يستدل بنفسه وأن يستخلص النتائج والحقائق بمجهوده الذاتي.. وكلما كانت المشكلة ذات صلة بميول التلميذ واهتمامه، كلما كان أكثر تحمساً للتفكير في حلها. كذلك ينبغي أن تكون المشكلة في مستوى قدرة التلميذ، فلا تكون سهلة جداً فيسخر منها ولا تكون صعبة جداً فتشعره بالعجز والإحباط. كذلك ينبغي أن لا يقف الأمر عند مجرد وصول التلاميذ بأنفسهم للحل، وإنما ينبغي تشجيعهم على زيادة الأمر لاستخلاص قواعد أو تعميمات إذا أمكن. ومناقشة زملائهم وتبادلهم للآراء ووجهات النظر المختلفة في ذلك وتصحيح الأخطاء.