الغابات الاستوائية تفتقد نظماً فعالة لحمايتها
مكسيكو سيتي: أظهرت دراسة بيئية حديثة صدرت الخميس، أن غالبية الغابات الاستوائية حول العالم، إن لم تكن جميعها، تفتقد للإجراءات الفعالة والنظم الكفيلة بتوفير الحماية لها، ضد المخاطر المتزايدة التي تهدد بتناقص وجودها بمعدلات قياسية وغير مسبوقة . وجاء في الدراسة التي قام بإعدادها فريق تابع لمنظمة الغابات والأخشاب الاستوائية، أن نحو ثلثي الغابات المحمية في العالم، لم يتم فرض إجراءات الحماية عليها إلا خلال العقدين الماضيين، بعد أن لحق بها كثير من التدمير . وتضمنت الدراسة مسحاً لمساحات هائلة من الغابات الاستوائية، تصل إلى حوالي ملياري هكتار، منتشرة في 33 دولة، وتمثل المساحة التي شملتها الدراسة، نحو ثلثي المساحة الإجمالية للغابات الاستوائية في العالم، حسبما نقلت أسوشيتد برس .
وحسب الدراسة، فإن جميع هذه الغابات تم فرض الحماية عليها، إما وفقاً لقرارات صادرة من الحكومات المحلية، أو عن طريق أصحابها أنفسهم، الذين يقومون باستثمار مواردها وفق ما يعرف بنظم "الإدارة المستدامة"، أو بموجب قرار يعتبرها مواقع لحماية أنواع مهددة بالانقراض، حيث يحظر ممارسة أية أنشطة بها، مع إمكانية السماح بتنظيم زيارات لها ما لم تتسبب في إلحاق أي ضرر بها .
وخلصت الدراسة التي وصفت بأنها "أكثر الدراسات اتساعاً على الإطلاق"، إلى أن أقل من 5 في المائة فقط من هذه الغابات المحمية خلال العام الماضي، تتبع فيها نظم الإدارة المستدامة، في حين أن النسبة المتبقية من الغابات الخاضعة للحماية، لا تطبق هذه النظم .
ويقول العلماء إن الغابات الاستوائية توفر نظماً بيئية فريدة، التي تعد موئلاً لكثير من الكائنات النادرة أو المعرضة للانقراض، سواء للأنواع النباتية أو الحيوانية، بالإضافة إلى دورها الحيوي في الحد من تأثيرات ظاهرة التغيرات المناخية على البشر، حيث تعتبر هذه الغابات "بالوعات للكربون"، مما يقلل من نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية .
وأوضحت الدراسة أنه يوجد في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي نحو 1.3 مليار هكتار من الغابات، التي تم إعلانها كمحميات طبيعية وفقاً لنظم الإدارة المستدامة، إلا أن ما يقرب من 27 مليون هكتار فقط هي التي تخضع فعلياً للحماية .
أما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تم إعلان الحماية على حوالي 415 مليون هكتار من الغابات الاستوائية، ولكن تخضع 48 مليون هكتار فقط منها، للحماية الفعلية . وفي أفريقيا، وجدت الدراسة أن 14.8 مليون هكتار فقط تخضع للحماية الفعلية، من بين ما يزيد على 272 مليون هكتار معلنة كمحميات طبيعية .
وتضم منظمة الغابات والأخشاب الاستوائية، والتي يوجد مقرها في يوكوهاما باليابان، في عضويتها 59 دولة، يمثلون معظم الدول التي تحتوي أراضيها على غابات استوائية . وتم إنشاء هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في عام 1986، بهدف تعزيز إجراءات حماية الغابات الاستوائية في مختلف أنحاء العالم . وكانت عدة جمعيات بيئية مكسيكية وأمريكية، قد اتفقت مؤخراً، على خطة لحماية 370 ألف هكتار من الغابات الاستوائية في شبه جزيرة "يوكاتان" ، فيما وصفه المسؤولون بأنه أكبر مشروع لحماية الغابات في تاريخ البلاد على الإطلاق