وتتسم ملكية المزارع الشجرية الحرجية بالأهمية في ضوء الجهود التي تبذلها بلدان كثيرة لخصخصة بعض مزارعها الشجرية الحرجية. وملكية المزارع الصناعية في البلدان العشرة التي تستحوذ على أوسع مساحة تغطيها المزارع، هي ملكية عامة بنسبة 33%، وملكية خاصة بنسبة 26%، أما النسبة المتبقية البالغة 41% فهي ملكية من نوع آ خر أو غير محدد الملكية. أما بالنسبة للمزارع غير الصناعية فتشكل الملكية العامة 39% منها، والملكية الخاصة نسبة 39%، أما ملكية النسبة المتبقية، وقوامها 22%، فهي من نوع آخر أو غير محددة الملكية.
اتجاهات مساحة الغابات في الفترة 1990-2000
قد يكون معدل التغيرات في مساحة الغابات على الصعيدين العالمي والقطري أهم نتيجة سعى اليها التقدير العالمي للموارد الحرجية. فقد اسهمت التقديرات السابقة، التي نفذتها المنظمة، بدرجة كبيرة في أن يدرك العالم حالة الموارد الحرجية وأنماط ازالة الغابات المدارية، وحفزت المجتمع الدولي على مناقشة المعدلات الحقيقية للتغيرات. والطرق المستعملة للحصول على المعلومات، والمصطلحات والتعاريف المستخدمة في وصف الغابات والتغيرات التي تطرأ عليها.
لقد اعتمد تقدير الموارد الحرجية لعام 2000 على وسيلتين مستقلتين لتقدير التغيرات في المساحة خلال التسعينات هما: البيانات المستمدة من المعلومات التي وفرتها البلدان، والنتائج التي خلص إليها المسح العام للمنطقة المدارية بواسطة الاستشعار عن بعد.
وقد وفر هذا المسح بصورة مباشرة معلومات قابلة للمقارنة عن التغيرات في الغابات المدارية على مستوى المنطقة المدارية عموما، وعلى المستوى الاقليمي خلال الفترتين 1980-1990 و 1990-2000 كما وفر المعلومات عن أنماط الغطاء الحرجي والتغيرات المتصلة باستخدام الأراضي في المنطقة المدارية. أما المعلومات القطرية فكانت مجموعة من التقديرات القطرية التي تغطي سائر أنحاء العالم، والتي تم التنسيق فيما بينها وفقا للتعاريف العالمية، وأخضعت لسلسلة من التحليلات الزمنية، وبالتالي أدت إلى نتائج التقدير العالمي للموراد الحرجية لعام 2000.
وتحتل تعاريف عمليات التغير في الغابات- إعادة التشجير، وإزالة الغابات، والتشجير- مكانة رئيسية في تقدير التغيرات التي تطرأ على الغطاء الحرجي، ويقدم الإطار رقم 14 (أنظر الصفحة رقم 43) تفسيرا لهذه العمليات وللعلاقات فيما بينها (أنظر كذلك الملحق الأول للوقوف على تعاريف هذه العمليات والمصطلحات المتصلة بها). ومن الأهمية بمكان الاطلاع على كيفية تعريف هذه المصطلحات لفهم النتائج التي خلص إليها التقدير العالمي للموارد الحرجية لعام 2000.
وترجع التغيرات في الغطاء الحرجي الى تحويل الغابات الى استخدامات أخرى للأراضي (مثل الزراعة، والبنية الأساسية، واستغلال المناجم). ويعادل التغير الصافي في مساحة الغابات الفرق بين الزيادة في المساحة من خلال التشجير والتوسع الطبيعي للغابات (من خلال التجدد الطبيعي للغابات على أراضى زراعية مهجورة(، والفقد بسبب إزالة الغابات.
ويبين الشكل رقم 9 التغيرات في اجمالي مساحة الغابات في الفترة 1990 - 2000، وفقآ لبيانات التقدير العالمي للموارد الحرجية لعام 2000، موزعة بين التغيرات في الغابات الطبيعية والتغيرات في المزارع الشجرية الحرجية، في كل من المناطق المدارية وغير المدارية. ويعرض الجدول رقم 5 هذه المعلومات في شكل متوسط التغير السنوي في مساحة الغابات خلال الفترة نفسها.
وتشير البيانات إلى استمرار تحول الغابات الطبيعية في العالم إلى استعمالات أخرى للأراضي بمعدلات عالية خلال التسعينات كما تشير التقديرات إلى أن الغابات الطبيعية في العالم قد فقدت 16.1 مليون هكتار سنويا خلال التسعينات (14.6 مليون هكتار بسبب إزالة الغابات و 1.5 مليون هكتار نتيجة التحويل إلى مزارع شجرية حرجية). ومن أصل 15.2 مليون هكتار التي فقدتها الغابات المدارية سنويا، تحولت 14.2 مليون هكتار إلى أوجه أخرى لاستخدام الأراضي ومليون هكتار الى مزارع شجرية حرجية. وفي المناطق غير المدارية فقدت الغابات الطبيعية 0.9 مليون هكتار سنويآ، تحول منها 0.5 مليون هكتار الى مزارع شجرية حرجية و 0.4 مليون هكتار إلى استخدامات أخرى للأراضي.
ومقابل إجمالي الفقد السنوي من الغابات الطبيعية في العالم، البالغ 16.1 مليون هكتار، كسبت الغابات مساحة جديدة قدرها 3.6 مليون هكتار نتيجة التوسع الطبيعي للغابات. وهكذا فإن الفرق البالغ- 12.5 مليون هكتار، يمثل التغير السنوي الصافي في مساحة الغابات في العالم. وتشمل المساحة الجديدة البالغة 3.6 مليون هكتار، 2.6 مليون هكتار في المناطق غير المدارية، ومليون واحد في المناطق المدارية، وقد جاء جزء كبير من الزيادة في مساحة الغابات الطبيعية نتبجة التجدد الطبيعي للغابات على أراض زراعية مهجورة. فقد توسعت الغابات خلال عقود عديدة في الكثير من البلدان الصناعية، حيث لم تعد الزراعة مجدية اقتصاديآ من منظور استخدام الأراضي بشكل خاص (الإطار رقم 15 المنشور على الصفحة رقم 44)، كما هو الحال في بعض بلدان أوروبا على سبيل المثال.
وقد أدى التوسع في المزارع الشجرية الحرجية الى زيادة مساحة الغابات، فقد بلغ معدل إنشاء المزارع الحرجية الجديدة الناجحة خلال العقد 3.1 مليون هكتار سنويا في المتوسط، منها 1.9 مليون هكتار في المناطق المدارية و 1.2 مليون هكتار في المناطق غير المدارية. ويتبين من الجدول رقم 5 أن نصف مساحة هذه المزارع الجديدة كانت أراض لغابات طبيعية (إعادة التشجير على أراض أزيلت منها الغابات الطبيعية).
وتشير التقديرات الي أن التغير الصافي في مساحة الغابات خلال التسعينات (أي مجموع التغيرات في الغابات الطبيعية والمزارع الشجرية الحرجية) قد بلغ- 4ر9 مليون هكتار في السنة، أي الفرق بين المعدل الإجمالي لإزالة الغابات وقوامه 6 ر 14 مليون هكتار في السنة، والزيادة في مساحة الغابات وقوامها 2 ره مليون هكتار في السنة (الجدول رقم 6).
وتخفي الأرقام العالمية في ثناياها فروقا كبيرة بين الأقاليم والبلدان في تغير الغطاء الحرجي (الشكل رقم 10 والجدول رقم 3 من الملحق الثاني)، فقد عرفت افريقيا وأمريكا الجنوبية أعلى معدلات لإزالة الغابات. وكان الفقد في الغابات الطبيعية مرتفعا في آسيا كذلك، ولكن انشاء المزارع الشجرية الحرجية كان يعوض عنه على نحو هام (من منظور المساحة)، وقد نجم عن هذا معدل تغير أكثر اعتدالا في مجموع مساحة الغابات في الاقليم. وعلى خلاف ذلك، كانت الزيادة طفيفة في الغطاء الحرجي في الأقاليم الأخرى التي تتألف من بلدان صناعية. ويبين الشكل رقم 11 مناطق العالم التي بلغت فيها الإزالة الصافية للغابات أو الزيادة في مساحة الغابات أعلى معدلاتها خلال الفترة من 1990 الى 2000، طبقا لما جاء في التقدير العالمي للموارد الحرجية لعام 2000، والبلدان التي عرفت أعلى خسارة صافية في مساحة الغابات فى الفترة من 1990 الى 2000 هي الأرجنتين، وا لبرازيل، وجمهورية ا لكونغو الديموقراطية، واندونيسيا، وميانمار، والمكسيك، ونيجيريا، والسودان، وزامبيا، وزمبابوي. أما البلدان التي شهدت فيها الغابات أعلى مكاسب صافية خلال الفترة نفسها فهي الصين، وبيلاروس، وكازاخستان، والاتحا د الروسي، والولايات المتحدة.
المقارنة بين اتجاهات مساحة الغابات في 1990-2000 و 1980-1990 و 1990-1995
يمكن تكوين صورة طويلة المدى عن اتجاهات التغير في مساحة الغابات، عن طريق إجراء مقارنة بين معدل التغير في مساحة الغابات في العالم (بملايين الهكتارات في السنة) خلال الفترة 1990 - 2000 الوارد في تقدير الموارد الحرجية لعام. 2000، ومعدل التغير خلال الفترة 1990-1995 الوارد في التقدير المرحلي لعام 1995، ومعدل التغير خلال الفترة 1980 - 1990 الوارد في تقدير عام 1990. وقد تمت هذه المقارنة في التحليل التالي على المستوى العالمي.
طبقا للارقام الواردة في التقارير كانت الخسارة التقديرية الصافية في الغابات (أي الفرق بين نقص مساحة الغابات الطبيعية وزيادة مساحة الغابات عن طريق التشجير والتوسع الطبيعي للغابات) أقل في التسعينات منها في الثمانينات. فتشير التقديرات الى أن صافي التغير السنوي في مساحة الغابات بلغ- 9.4 مليون هكتار خلال الفترة 1990 - 2000، و- 11.3 مليون هكتار في 1990 - 1995، و- 13.0 مليون هكتارفي 1980 - 1990.
إلا أن التغيرات التقديرية في مساحة الغابات الواردة فى التقدير العالمي للموارد الحرجية لعام 2000 ليست قابلة للمقارنة بصورة مباشرة مع تلك الواردة في التقديرين السابقين، بسبب عوامل ثلاثة هي: التغيرات في التعاريف، والتغيرات في المنهجية، وتحديث معلومات الحص ر. ومع ذلك يمكن بصورة موثوقة، إذا ما أخذت آثار هذه العوامل الثلاثة في الاعتبار، استخلاص بعض الاستنتاجات العامة بشأن إزالة الغابات خلال العقدين الماضيين.
ففي حين أدى تغير تعريف الغابة في البلدان الصناعية إلى زيادة التقديرات العالمية للغطاء الحرجي بدرجة ملموسة، فإنه لم يؤثر كثيرا على المعدل التقديري للتغير في مساحة الغابات على مستوى العالم. ويرجع ذلك الى أن تغير التعريف قد أثر بدرجة كبيرة على مساحة الغابات في استراليا والاتحاد الروسي، حيث كانت عمليات تحويل الغابات إلى استخدامات أخرى للأراضي صغيرة نسبيآ على المقياس العالمي، وبالتالي لم تحدث تائترآ كبيرأ على معدلات التغير في العالم. وقد بدت أرقام 1990 المراجعة عن مساحة الغابات على المستوى القطري في معظم البلدان الصناعية الأخرى (استنادآ إلى التعاريف المستعملة في تقدير الموارد الحرجية لعام 2000 ومنهجياته والبيانات الجديدة) على درجة عالية من الدقه وقابلة للمقارنة مع أرقام 1990 الواردة في التقديرين السابقين. وقد استخدمت التقديرات الثلاث نفس التعريف الخاص بالغابات الطبيعية في البلدان النامية . في حين أثر التعريف الجديد للمزارع (الذي أتاح ادراج مزارع أشجار المطاط) على الرقم الخاص بمساحة الغابات في عدد قليل من البلدان المدارية، ولكنه لم يؤثر بدرجة كبيرة على معدل التغير في مساحة الغابات في العالم.
وقد استعملت التقديرات الثلاث نفس المنهجية لتقدير التغير في مساحة الغابات في البلدان الصناعية، إلا أن تقدير عام 1990 والتقدير المرحلي لعام 1995. فيما يتعلق بالبلدان النامية، استخدما نماذج اقليمية تعتمد على البيانات الديموغرافية من أجل الوصول إلى المعدلات القطرية للتغير، في حين اعتمد تقدير عام 2000 بصورة مباشرة على تقارير عمليات المسح. ومع ذلك أظهر التحليل ان هذا الفرق في المنهجية التي اتبعت بالنسبة للبلدان النامية لا يؤثر تأثيرا كبيرا على تقديرات معدلات التغير العالمية.
وقد أفضى تحديث معلومات الجرد في بلدان عديدة إلى تقديرات قطرية جديدة. وبالرغم من أن هذه التقديرات لم تكن قابلة للمقارنة دائما مع التقديرات السابقة، فإنها لم تؤثر كثيرا على تقديرات معدلات التغير العالمية.
وفى تقدير 2000 جاءت نتائج المسح الشامل للمنطقة المدارية بواسطة الاستشعار عن بعد مؤيدة لنتائج التقدير علي المستوى القطري. فقد اشار المسح إلى أن المعدل الصافى للتغير في الغابات المدارية يقل بصورة طفيفة في التسعينات عنه في الثمانينات، ولكن الفرق لم يكن كبيرا من المنظور الإحصائي. وقد أكدت النتائج المتصلة بالغطاء الحرجي في الثمانينات والتسعينات، المتجانسة تماما فيما بينها، استمرار ارتفاع معدل فقد الغابات المدارية في التسعينات. وتتوافق هذه النتيجة مع نتائج التقدير القطري، حيث أشارت التقارير الى وجود مكاسب صافية في مساحة الغابات في البلدان غير المدارية ككل، إلى جانب وجود خساثر صافية في المنطقة المدارية. وقد وفر المسح الشامل، الذي تم باستخدام الاستشعار عن بعد، معلومات كذلك عن أنماط التغير في الغطاء الحرجي. وتبين النتائج ارتفاع مستويات التحول بين مختلف أنواع الغطاء الحرجي خلال الفترة . 1980 2000 (الجدول رقم 7). وختاما، وبعد تحليل التقديرات الحالية والسابقة، يشير تقدير 2000 إلى انخفاض معدل الفقد الصافي في الغابات في العالم خلال التسعينات، مقارنة بالثمانينات، ويعزى هذا أساسا إلى ارتفاع معدل التوسع الطبيعي لمساحة الغابات. وفي الوقت نفسه واصلت الغابات الطبيعية خسارتها على الصعيد العالمي بنفس المستويات العالية تقريبا التي شهدتها خلال العقدين الأخيرين.
حجم الغابات والكتلة الحيوية
لا تزال امدادات الأخشاب وانتاجها يمثلان وظيفتين من وظائف الغابات تتوافر بشأنهما بيانات شاملة، حيث مازالت امدادات الأخشاب تشكل مركز الاهتمام في معظم عمليات جرد الغابات. ويعكس هذا الأهمية الاقتصادية التي يعلقها على الخشب ملاك الغابات في القطاعين العام والخاص، وقد حدد التقدير العالمي للموارد الحرجية لعام 2000 مقدار الكتلة الحيوية وحجم الأخشاب (الحجم النامي) في غابات العالم.
وقد تم تقدير الحجم الإجمالي للأخشاب (م 3) والكتلة الحيوية الخشبية فوق سطح الأرض (طن) في 166 بلدا، تضم 99 في المائة من مساحة الغابات في العالم. وقد بلغ المجموع العالمي للكتلة الحيوية الخشبية فوق سطح الأرض في الغابات 420 مليارطن، يوجد أكثر من ثلثها في أمريكا الجنوبية (الجدول رقم 8)، ونحو 27 في المائة في البرازيل وحدها. ويبين الشكل رقم 12 البلدان التي تملك أعلى مجموع من الكتلة الحيوية الخشبية الحرجية ا وقد بلغ متوسط الكتلة الحيوية الخشبية فوق الأرض في غابات العالم 109 أطنان في الهكتار (الشكل رقم 13)، وتتمتع أمريكا الجنوبية باعلى متوسط للكتلة الحيوية، اذ يصل إلى 128 طنا في الهكتار.
وتشمل البلدان، التي تملك أكبر حجم من الأشجار القائمة في الهكتار، العديد من بلدان أمريكا الوسطى ووسط أوروبا، حيث تضم الأولى غابات مطيرة مدارية كبيرة الحجم، والثانية غابات معتدلة تدار بشكل يحقق مستوى مرتفعة من نمو المخزون.