أقدم أولاً لمحة تاريخية عن المسجد الأول ودوره في تثبيت دعائم الإسلام وتنظيم المجتمع الأول في المدينة المنوّرة ثمّ الإنطلاق إلى آفاق الأرض نوراً وهداية للعالمين. ثمّ أبيّن كيف تحوّلت المساجد إلى مدارس فقهية أنارت لعامّة المسلمين وخاصّتهم الطريق إلى تطبيق الإسلام بين الأمم والشعوب الّتي دخلت في الإسلام وكوّنت أمّة واحدة.
ثمّ أبيّن كيف هاجر المسجد مع المسلمين وتحوّل إلى مؤسسة إسلامية لها طابع جديد ومسؤوليات جديدة ونشاطات جديدة لتأدية رسالة المسجد والمؤسسة في حياة الجاليات المسلمة. أخصّ في بحثي هذا أمريكا اللاتينية عامّة وبوليفيا خاصّة.
لكل جالية مسلمة أو غير مسلمة حاجاتها ومشاعرها وعقائدها وغرائزها. الجاليات المسلمة لا تخرج عن هذه القاعدة، فالإنسان هو الإنسان وغرائزه وحاجاته الطبيعية هي نفسها بغض النظر عن عرقه وتبعيته وعقيدته ولونه ومكان ولادته والعصر الّذي يعيشه وغناه وفقره، فهو ما زال إنساناًً.
قد تختلف الأفراد والمجتمعات في طريقة إشباع هذه الغرائز والحاجات.
أمّا في الإسلام فطريقة الاشباع نظمّت حسب طبيعة خلق الإنسان ووضعت طريقة الاشباع في نظام حياة وضعه خالق هذا الكون ومدبّره وخالق الإنسان ومدبّر حياته.