ظهر مؤخراً دليل جديد يثبت ان كولومبوس ليس اول بحار يكتشف أمريكا. اذا يوجد هذه الأيام كتاب يزعم ان الصينيين اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس بـ 71عاماً، وأنهم داروا حول أفريقيا قبل ماجلان بـ 60عاماً. والكتاب للباحث البريطاني جفين مينزايس (Gavin Menzies) وباع حتى اليوم مليون نسخة - ويُدعى ( 1421العام الذي اكتشفت فيه الصين أمريكا). ويقول مينزايس ان إثبات هذه النظرية تطلب منه أكثر من 15عاما - ويقدم على ذلك ادلة مقنعة لا يتسع المجال لسردها-. ولكنه يشير إلى ان فكرة الكتاب بدأت حين اكتشف خريطة صينية (رسمت عام 1420هـ) يظهر فيها رأس الرجاء الصالح في حين لم يكتشفه ماجلان قبل عام 1497.وبعد البحث في الوثائق الصينية اكتشف ان بحاراً صينياً يدعى زينج هاز (Zheng His) اجتاز المحيط الهندي ودخل البحر الأحمر. ثم عاد أدراجه ودار حول الرأس الأفريقي قبل ان يقطع المحيط الاطلسي ويصل إلى فلوريدا. ومن فلوريدا اتجه شمالا مستكشفاً كامل الساحل الشرقي لأمريكا - قبل ان يعود أدراجه إلى الصين...
- (والاسم الأصلي للكتاب: (1421,The Year China Discovered America
على اي حال رغم أهمية هذا الاكتشاف - ورغم اعتراف جمعية لندن الجغرافية به - إلا انه مجرد إضافة جديدة تثبت ان كولومبس ليس أول من اكتشف القارة الجديدة.. فقد اكتشفها ايضا الهنود الحمر قبل 20ألف عام والفايكنج قبل ألف عام والمغاربة المسلمين في مناسبات عديدة (..)!
وحاليا توجد في مكتبة قصر الاسكوريال (في أسبانيا) خريطة رسمها الجغرافي المسلم ابن الزيات للسواحل الشرقية للأمريكتين كدليل على اكتشاف المسلمين للأراضي الجديدة قبل كولومبوس بعدة قرون.. في عام 1513رسم القبطان التركي "الحاجي أحمد" (أو بيري الريس كما يدعى في الغرب) خريطة لسواحل الأمريكتين في الوقت الذي مات فيه كولومبوس وهو يعتقد انه اكتشف الهند (وقد تحدثت عن هذه الخريطة بالتفصيل في مقال خاص)!!
وفي عقد الثمانينات اكتشفت آثار وكتابات إسلامية (من بينها لا إله إلا الله) على صخور في ولايتي نيومكسيكو والمسيسبي يعود عمرها لما قبل الاستيطان الابيض في أمريكا.. وقد تكون هذه الكتابات من بقايا الرحلات الاستكشافية التي نظمها ملك مالي المسلم "أبو بكر" إلى الأمريكتين - حيث تمكنت إحدى بعثاته من الدخول لعمق أمريكا الشمالية عبر نهر المسيسبي عام 1312!!
ويشير الدكتور كمال النمر في كتابه (أحوال التربية الإسلامية في أمريكا) إلى ان بعض المغاربة المسلمين انطلقوا من الاندلس عام 1150واستقروا على شواطئ ما يعرف الآن بـ"البرازيل".
.. وتحدث المسعودي وأبو حامد الغرناطي عن ثمانية عرب - وكانوا أبناء عمومة - اكتشفوا ما يعتقد انها جزيرة برمودا ووجدوا فيها خرافاً مُرّة اللحم قبل ان يعودوا إلى المغرب في القرن التاسع الميلادي (وتم تأكيد هذه الرواية عام 1952في قسم الجغرافية في جامعة ويتواتر البرازيلية).
ومن المعروف ان كولومبوس استعان في رحلته الشهيرة بمرشدين مغاربة يعرفون القارة الأمريكية جيداً (وإن كنا نجهل أسماء معظمهم). كما استعان المستكشف الأسباني فراماركوس دينيز بمرشد مغربي اسمه "إسطفان" قتل عام 1539في نيومكسيكو بسهم أطلقه عليه الهنود الحمر.. وقبل ذلك كان العربي إسطفان (وهو بالمناسبة من قرية أزمور المجاورة للدار البيضاء) قد استكشف فلوريدا ضمن حملة بانفيلودي نارفيز واستوطن أريزونا وكان أحد أول ثلاثة أفراد عبروا القارة الأمريكية. كما اكتشفت كتابات عربية تعود لعام 1790تركها مغاربة مسلمون هاجروا من أسبانيا - زمن الاضطهاد المسيحي.. واستوطنوا جنوب كاليفورنيا وفلوريدا!!
إذن.. هناك من يستحق الذكر أكثر من (زينج هاز)!!!