منظمات الاغاثة تحذر من انتشار ثقافة المشاهير بين اطفال افريقيا وتخشى ان يكون ورائها دعاية منسقة على حساب القضايا النبيلة.تشعر المغنية الاميركية مادونا بالمسؤولية تجاه اطفال العالم واستطاعت ان تجد لنفسها "مشروعا كبيرا كبيرا" لمساعدة الايتام في مالاوي.
اما الممثلة جوينيث بالترو فظهرت في اعلان جديد عن اعمال خيرية في افريقيا لتقول "انا افريقية".
واصبحت القارة السوداء مقصدا مفضلا للمشاهير منذ عام 1954 عندما اصبح الممثل داني كاي سفيرا للنوايا الحسنة لصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف).
ولا غنى عن ذكر بونو مغني فرقة يو 2 ومغني الروك الايرلندي بوب جيلدوف اذ انهما من المخضرمين في قضايا القارة الافريقية.
وانضم حديثا الى قائمة المشاهير الذين اضفوا بريق هوليوود على القارة الثنائي براد بيت وصديقته انجلينا جولي.
لكن التيار الاحدث من النجوم الذين يبحثون عن قضية جيدة لتبنيها اثار سخرية الصحف وحتى اصحاب المدونات على الانترنت فيما يشكك الناس في فكر النجوم ودوافعهم.
وعندما سئل عن سر شعبية افريقيا بين المشاهير قال مايكل وولف وهو صاحب عامود بمجلة فانتي فير "نحن على وشك ان نشهد مهزلة في هذه المرحلة.
"اصبح هذا مجرد جزء من دليل للعلاقات العامة. الكل لديه مدير علاقات عامة وكل مدير علاقات عامة يسأل..اي دولة تحب ان تتبناها..".
لكن منظمات الاغاثة سارعت بالرد محملة وسائل الاعلام المسؤولية عن اشاعة "ثقافة المشاهير" في المقام الاول مضيفة ان محاولة اثناء النجوم عن تبني القضايا الجيدة يعرض حياة الضعفاء للخطر.
وكشفت مادونا النقاب عن مشاريعها الخيرية خلال مقابلة مع مجلة تايم التي اشارت الى انه بالنظر لحقيقة ان مادونا لم تزر افريقيا ابدا "فان المسألة برمتها تفوح منها رائحة عمل دعائي منسق".
ولم تساهم حقيقة ان الايتام في مركز رعاية في مالاوي سيدرسون منهجا وضعته جماعة تطلق على نفسها اسم الروحانية من اجل الاطفال والمرتبطة بمدرسة الكابالا الروحانية التي تتبع مادونا تعاليمها سوى في زيادة السخرية.
لكن بالنسبة لمن يعيشون في فاندولا حيث سيبنى مركز الرعاية فان مثل هذا الجدل ليس له اهمية.
وقال رئيس بلدية فاندولا الذي لم يسمع بمادونا في حياته "كل ما اعرفه هو انها ام ثرية وحنونة للغاية. انها امنا الان...هذه نعمة من الرب".
واثار ظهور بالترو في صورة وهي ترتدي حليا افريقية وتدهن وجنتها بخطين وتحتها عبارة "انا افريقية" سخرية المدونين على الانترنت ودفعت احدهم كي يكتب ردا عليها "حسنا يا جويني وانا من سكان المريخ".
وقال مايكل موستو الذي يكتب عن المشاهير في صحيفة فيلاج فويس "مسألة جوينيث كانت مضحكة نوعا ما. الكثير من المشاهير يسارعون لركوب عربة الخيول الافريقية كما لو انهم يرتادون مطعما شهيرا لانه امر جذاب".
لكن رد فعل لي بلاك مؤسسة منظمة "انقذوا حياة طفل" الخيرية التي ظهرت بالترو في الصورة لصالحها اتسم بالغضب تجاه ما وصفته بالسخرية المضرة.
وقالت لرويترز "من وجهة نظري استطيع ان اؤكد لكم ان مئات الالاف على قيد الحياة اليوم بفضل عمل كل هؤلاء المشاهير".
واضافت "انهم (المعلقون الاعلاميون) لا يستطيعون ان يتخيلوا ولو لثانية واحدة ان هؤلاء الناس الذين يمتهنون انسانيتهم يهتمون بالفعل بامر الفقراء.
"الحقيقة هي ان الاعلام هو الذي خلق هذا الوحش (المسمى بالشهرة) ونحن في عالم الاعمال الخيرية نضطر لاستخدامه".
وذكرت ان وسائل الاعلام لديها دور مهم لتلعبه في مساعدة المنظمات الخيرية في زيادة الوعي وجمع التمويلات لكن ينبغي عليها توخي الحذر في مهاجمة المشاهير من اصحاب القضايا.
وقالت "لا تتسبوا في انصراف الفنان الذي نقنعه بالانضمام الينا".
لكن ديبورا تومبكينز من منظمة اكشن ايد صرحت بان وسائل الاعلام اصبحت في حقيقة الامر اقل سخرية في تغطية قضايا المساعدات.
وقالت "من منظور اعلامي لا اعتقد اننا بحاجة للمشاهير بعد الان... كثيرا ما ستجد وسائل الاعلام أن الاخبار التي تتحدث عن ناس حقيقيين يعيشون القضايا اكثر اهتماما من اخبار المشاهير الذين يتحدثون عن القضايا."
ومن بين هؤلاء الناس روزماري تشيكاندا وهي ام لاربعة أطفال ومصابة بفيروس (اتش.أي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز) ولكنها لا تستطيع الحصول على الادوية المضادة للفيروسات الارتجاعية والتي تقدم مجانا.
وقالت في فاندولا "لا اعرف مادونا. كل ما اعرفه هي انها موسيقية ثرية جاءت لتساعدنا. ايا كانت هذه المرأة فليحفظها الرب اذ اخيرا سأجد من يعتني بأطفالي".
واضافت "توفي زوجي قبل خمسة اعوام واعلم ان الدور سيحين علي وهذا المركز هو املي الوحيد".