الملتقى الثقافي الإسلامي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي يبدأ أعماله وسط دعوات إلى ربط الجسور مع دول العالم الإسلامي
بدأ الملتقى الثقافي الإسلامي الأول لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي أعماله هنا مساء يوم الجمعة - فجر السبت بتوقيت الرياض - وسط حضور كبير ومتميز لشخصيات عربية وإسلامية متمثلة في الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والدكتور مصطفى اسماعيل مستشار رئيس جمهورية السودان وفضيلة مفتي دمشق الدكتور عبدالفتاح البزم.
وبدأ الملتقى بكلمات للمشاركين عبروا فيها عن آمالهم وتطلعاتهم لتعميق أواصر العلاقات الثقافية والاقتصادية بين العالم الإسلامي وبين بلدان قارة أمريكا اللاتينية، مؤكدين على ضرورة دعم المشاريع الثقافية والتربوية والإعلامية للمراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية، كما أكدوا على ضرورة اسهام المواطنين في تلك الدول من أصول عربية وإسلامية في تنمية أوطانهم وخدمة قضاياها الحيوية، وربط الجسور مع العالم الإسلامي بما يحقق الرخاء والأمن والسلام في العالم.
وقد بدأ الملتقى بآيات من الذكر الحكيم القاها فضيلة الدكتور عبدالله بصفر الامين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ثم القى الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة كلمة قال فيها : يسرني ان اتوجه بالشكر الجزيل الى حكومة جمهورية البرازيل، على التسهيلات التي قدمتها لعقد هذا الملتقى في هذه المدينة الجميلة، إيماناً منها بأهمية مثل هذه اللقاءات في دعم ثقافة العدل والسلام والتعايش والتفاهم والتقارب والتعاون بين الشعوب والحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.
ويطيب لي ان اشكر مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية في شخص مديره سعادة الدكتور احمد علي الصيفي، على الجهود التي بذلها والفريق العامل معه، بالتنسيق مع الإيسيسكو، لعقد هذا الملتقى، وأن اشكر السادة العلماء من الدول العربية الإسلامية، ورؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في دول امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، على تلبيتهم الدعوة ومشاركتهم في هذا الملتقى الثقافي.
اصحاب السعادة، حضرات السادة والسيدات، يأتي هذا الملتقى وقد مضى على انشاء المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - ايسيسكو - خمس وعشرون سنة، حيث احتفلنا في الثالث من شهر مايو الما ضي في المقر الدائم للإيسيسكو بهذه الذكرى الفضية التاريخية، كما احتفلت بها اللجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة في الدول الأعضاء.
ويعقد هذا الملتقى لأول مرة بالتعاون مع مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية، ومع مواطنين مسلمين من جمهورية البرازيل ودول الجوار التي عرفت بانفتاحها واندماج شعوبها وتنوع ثقافاتها.
واشاد التويجري الى ان البرازيل جسر من جسور التفاهم وحوار الحضارات والثقافات. ونحن نذكر بفخر واعتزاز ايواء هذا البلد لثلة من المفكرين والأدباء والشعراء العرب والمسلمين الذين هاجروا اليه قبل عقود من السنين، ولازالت اعمالهم تقرأ وتدرس في مختلف انحاء العالم. فلو لم يجدوا السكينة والأمن والاطمئنان الروحي والثقافي هنا، لما تركوا لنا هذه الأعمال الأدبية الخالدة. ونحن نرى اليوم الجاليات المسلمة وهي تشكل جزءاً مهما من هذا الشعب، وتتبوأ مراكز متقدمة في مؤسساته المختلفة. ومن هذا المنطلق قررنا تنظيم هذا الملتقى في هذا البلد الجميل العريق لتنسيق العمل الثقافي الإسلامي في امريكا اللاتينية، وتوحيد رؤية المسلمين من القضايا المستجدة على الساحة الدولية، والتأكيد على ضرورة اسهام المواطنين البرازيليين من اصول عربية وإسلامية، في تنمية وطنهم وبلدهم وخدمة قضاياه الحيوية، وربط الجسور مع العالم الإسلامي بما يحقق الرخاء والأمن والسلام في العالم.
لقد تنبهت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة منذ تأسيسها في سنة 1982، الى اهمية الدور الذي يمكن ان تقوم به الجاليات المسلمة في الغرب عموماً، وفي امريكا اللاتينية خصوصاً، في تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية بين العالم الإسلامي وبين بلدان هذه القارة، فأعدت استراتيجية العمل الثقافي في الغرب، لتنسيق عمل المراكز الثقافية، وعقدت ستة اجتماعات لمسؤولي المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في امريكا اللاتينية، قدمت خلالها عدة وثائق حول التنوع الثقافي، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة، ومعالجة الصور النمطية عن الآخر في وسائل الإعلام والمقررات المدرسية، وحول التنوع الثقافي، وغير ذلك من مواضيع الساعة.
وفي ختام كلمته توجه د. التويجري الى رؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في امريكا اللاتينية مؤكداً لهم ان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عاقدة العزم بعون الله تعالى، على مواصلة دعم مشاريعهم الثقافية والتربوية والإعلامية التي نحرص ان تتم في اطار الأنظمة والقوانين المحلية للدول التي يقطنون بها، والتي نؤكد على ضرورة احترامها والتمسك بمقتضياتها في كل الأحوال، حتى تكون المراكز الإسلامية مثالاً نموذجياً للعمل الإسلامي الثقافي وعناصر فاعلة في خدمة بلدانها على ضوء القيم الإسلامية السمحة.
وألقى الدكتور عبدالله اللحيدان وكيل الوزارة المساعد بوزارة الشؤون الإسلامية كلمة تحدث فيها عن احتضان البرازيل لجالية مسلمة فاعلة وتعاملها معها بكل ود كما تحدث عن عالمية الاسلام وانه دين لكل البشر وانه يتماشى مع العولمة بمفاهيمها السامية من التقريب بين الشعوب لا العولمة المقصود منها فرض ثقافة هيمنة على الشعوب وهو ما ترفضه كونها يغلب ثقافة بعينها على بقية الثقافات وفرضها. ثم قدمت طالبات براعم قراءات من القرآن الكريم حيث قامت فتيات بقراءة لبعض آيات القرآن الكريم مع عرض شرائح مصورة للآيات الكريمة التي يقرأنها ثم يتم ترجمة المعاني الى البرتغالية مع استمرار العرض المصور ثم قامت الطفلات بتوزيع عبوات من العسل على الحاضرين.
ثم القى راعي كنيسة السيد الكاثوليكية كلمة قال فيها انه يفتخر بتواجده في الحفل وانه يعرف القيم والاخلاق الإسلامية العظيمة، مشيداً بأبناء الجالية المسلمة في البرازيل وتعاملها الذي ينم عن دين عظيم، مؤكداً سعادته بحمل ما يوجده الإسلام من وحدة وقوة وصدق وعدالة الى دينه وان ينقل الى راعايا كنيسته هذه الصورة وانفتاح الاسلام على الاديان، وعبر عن سعادته عن رؤيته الاطفال يقرأون القرآن ويرددون الاحاديث النبوية.
والقى مفتي دمشق كلمة قال فيها ان الشرائع السماوية كلها من سيدنا ادام الى سيدنا محمد تحض على جوهر واحد والتي تدعو الى التوحيد والتآخي فيما بين البشر والخلق الكريم والتعاون القائم على العدل والانصاف، داعياً المسلمين الى التحلي بالاخلاق الكريمة.
بعد ذلك توالت فقرات الحفل حيث قدمت مدينة سان برناردو وسام الابن البار للشيخ احمد الصيفي في دلالة على الدور القوي والمميز الذي تقوم به الجالية العربية الإسلامية في المدينة وانها اصبحت جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي.
الجدير ذكره ان المملكة ممثلة في الملتقى بشخصيات رفيعة المستوى ممثلة في الدكتور صالح العايد امين عام مجلس الشؤون الإسلامية وعدد من اعضاء هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية ومفكرين إسلاميين.
http://www.saudiinfocus.com/ar/forum/archive/index.php?t-38850.html