مسلمو أمريكا اللاتينية ..من الضعف إلى القوة

المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية تسعى للحفاظ على هوية المسلمين
-أمريكا اللاتينية أرض خصبة متعطشة للعمل الدعوي
الإسلام اليوم - علي المهدي :

أوضح تقرير حول أوضاع المسلمين في أمريكا اللاتينية أن المسلمين يعانون من الضعف والتفرق فهم بعيدون عن شغل المناصب الهامة وليس لهم أي تأثير على صنع القرار في البلدان التي يعيشون فيها على الرغم من أن تعداد المسلمين يفوق الأربعة ملايين مسلم نصفهم من المهاجرين القادمين من البلاد الإسلامية والنصف الأخر من المسلمين الجدد وعدد كبير منهم دخل الإسلام من أهل البلاد الأصليين وأغلب سكان قارة أمريكا اللاتينية من النصارى الذين يتحدثون اللغة الأسبانية فيما عدا البرازيل التي يتكلم أهلها البرتغالية وهى لغة قريبة جدا من الأسبانية ولا تشكل عائقا بين شعوب المنطقة ونظرا للتشابه في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فيما بين بلدان أمريكا اللاتينية فإن أي دراسة أو بحث يتناول واقع المسلمين في أي بلد من تلك البلاد يصلح بخطوطه العريضة لكي يكون بحثا يتناول واقع المسلمين في جميع الدول الأمريكية الأخرى وأن جولة ميدانية للاطلاع على أوضاع هؤلاء المسلمين يكشف مدى عمق التشابه القائم بين تجمعاتهم في مختلف جوانب الحياة وفى نواحي العمل الإسلامي أيضا وبالنسبة للعقبات التي تواجه المسلمين والقائمين بالعمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية فتلخص في غياب الوعي الديني وتفشى الأمية الدينية وإهمال الشعائر الدينية عند البعض وعدم الحرص على المحافظة على الهوية الإسلامية وهذا يعود إلى عدم معرفة حقيقة الإسلام لدى الكثير من أبناء المسلمين مما أدى لتقليدهم لأهل البلدان والمجتمع الذي يعيشون فيه واقتباس عاداتهم ومن ثم ضياع حقوقهم كمسلمين وعدم العناية بتعلم اللغة العربية بالشكل المطلوب وعدم توافر الموارد المالية اللازمة
ـ فقدان الدعاة وعدم توفر المطبوعات الإسلامية باللغة المحلية...أبرز التحديات
ـ إنقاذ هوية المسلمين...أهم الإنجازات
منظمة إسلامية لتوحيد الجهود ... الحلم الذي أصبح واقعاً

لمعرفة التفاصيل اضغط هنا

فقدان الدعاة المسلمين

ومن أهم العقبات التي رصدها التقرير الذي أعدته المنظمة الإسلامية لمسلمي أمريكا اللاتينية هو عدم توفر الدعاة الذين يجيدون لغة أهل البلد في العديد من المناطق وعدم معرفتهم بالعادات والتقاليد التي لا تتعارض مع الدين الإسلامي لأهل البلد , وغياب هيئة وقف إسلامي وقلة المدارس الإسلامية والعربية التي يمكن أن تكون بديلا جيداً للمدارس الأجنبية , وعدم توفر المطبوعات الإسلامية باللغات المحلية وبسبب غياب التنسيق بين الجمعيات الإسلامية المتواجدة يجعل جهودها ونشاطها وعمل الكثير منها يذهب سدى إلى جانب عدم وجود الاتصال فيما بين المسلمين على كافة المستويات الفردي والعائلي وعلى مستوى الجمعيات والتنظيمات وكذلك لا يوجد الأفراد المثقفون المتفرغون للعمل الإسلامي القادرون على الرد على الشبهات والأباطيل التي تشوه الإسلام وصورة المسلمين وعلى التعامل مع وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون, كل ذلك أدى إلى ذوبان المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها واكتسابهم عادات أهل هذه المناطق وخاصة فيما يتعلق بمسائل الزواج والوفاة والدفن وارتكاب المحرمات وتغيير المعتقدات الدينية, وعلى الرغم من كل هذه العوامل التي ساهمت في تغريب الكثير من أبناء المسلمين فإن هناك مجموعات منهم حافظت على شؤون دينها وفروضها وعملت بجد واصرار حتى حققت العودة الجماعية إلى منابع كتاب الله العزيز وقد عملت هذه المجموعات بصدق وإخلاص واهتمت بالإصلاح والتوجيه وكان من الإيجابيات التي عززت جهود هؤلاء المرابطين زيادة عدد السفارات العربية والإسلامية في هذه القارة .


ومما ساهم بشكل جذري في تحسين أحوال المسلمين الاتصال الدائم بين الجالية المسلمة والمنظمات الإسلامية العالمية التي أرسلت الدعاة من الدول العربية إلى جانب الزيارات التي يقوم بها المسئولون عن شؤون الدعوة فأنقذوا ما يمكن إنقاذه من هوية المسلمين التي أوشكت على الضياع وسط بيئة ثقافية واجتماعية لا تعين على التمسك بشعائر وعقيدة الإسلام وأتى ذلك الجهد الدعوى ثماره فأصبحنا نشاهد اليوم شخصيات من الجالية الإسلامية يشاركون في مؤتمرات إسلامية عالمية وشباب من مسلمي أمريكا اللاتينية يدرسون في الجامعات الإسلامية بالدول العربية ليعودوا دعاة يساهمون في إرشاد وهداية الآخرين .
وحدثت صحوة إسلامية مباركة فقد ازداد عدد المتمسكين بدينهم وتقاليدهم الإسلامية وأصبح الشباب يتطلع لمعرفة المزيد من العلم الشرعي كما وصلتهم كتيبات وكتب تتحدث عن الإسلام باللغة الأسبانية وهو ما لم يكن موجودا من قبل وبدأ الأطفال يشاركون في المسابقات العالمية خاصة تحفيظ القرءان الكريم , وصار هناك توجه نحو الاهتمام بالندوات والمؤتمرات التي يحاضر فيها أهل العلم لملء الفراغ النفسي والاجتماعي الذي سيطر على المسلمين فترة طويلة بسبب قلة عدد الدعاة وعجز الديانات الأخرى عن اشباع حاجات الناس الروحية بالإضافة إلى انتشار كثير من طرق الشعوذة والسحر والبدع .
كل هذه الظروف والملابسات المحيطة بالمسلمين في أمريكا اللاتينية تجعل الأرض خصبة ومتعطشة للعمل الدعوى على نطاق واسع وأكثر من أي وقت مضى ليس فقط لإنقاذ المسلمين من الضياع وإعادة أو احتضان أبناء المسلمين ومن ضاع منهم إلى المجتمع الإسلامي الصحيح ولكن أيضا لإشباع حاجة النفوس الضائعة من بين الأمريكيين أنفسهم الذين يتطلعون إلى من يعلمهم ويرشدهم إلى الدين الإسلامي بعد أن أرهقتهم الحياة المادية البعيدة عن قيم الحق والعدل ووجود دعاة مؤهلين يجيدون اللغات الأجنبية يسهم في جذب الناس مسلمين وغير مسلمين إلى الهدى الإلهي المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبذلك يتحقق النجاح في إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه في تلك البقاع .

islam howa hada