في أمريكا اللاتينية تجمع إسلامي كبير لكنه يحتاج إلى عناية خاصة من المسلمين
كثير من المهاجرين العرب فقدوا لغتهم وضيعوا دينهم فأدى إلى ذوبان المسلمين
بدر إبراهيم الجهيمي
تعد منطقة أمريكا اللاتينية من المناطق الكبيرة والمهمة على مستوى العالم، وفي هذه المنطقة التي تمتد من المكسيك شمالاً وتنتهي في جنوب الأرجنتين وتتميز أمريكا اللاتينية بتواجد عدد كبير من المسلمين، ومع أنهم يشكلون أقلية في كل بلد من بلدان أمريكا اللاتينية، إلا أنهم بمجموعهم في أمريكا اللاتينية يكوِّنون تجمعاً إسلامياً كبيراً له أهميته، وفي هذا المقال أسلِّط الضوء على مدى العلاقة القائمة بين مسلمي أمريكا اللاتينية من جهة والعالم الإسلامي من جهة أخرى.
مصطلح أمريكا اللاتينية يشير إلى جميع دول وبلدان القارة الأمريكية الممتدة من حدود المكسيك شمالاً حتى الأرجنتين وتشيلي جنوباً بما فيها دول بحر الانتيل أو البحر الكاريبي.
وتبلغ مساحة أمريكا اللاتينية 21مليون كم 2تقريبا ويبلغ عدد سكان أمريكا اللاتينية حوالي 456مليون نسمة ويزيد عدد السكان بنسبة 2% تقريبا.
تنقسم هذه المنطقة إلى 33قطرا مستقلا و 13وحدة سياسية أخرى.
وتعتبر البرازيل أكبر الأقطار في أمريكا اللاتينية مساحة وسكاناً، وتشغل البرازيل أكثر من 40% من المساحة، ويعيش عليها ثلث سكان القارة.
بدأ عدد من سكان أوروبا الجنوبية وخاصة أسبانيا والبرتغال، يستقرون في أمريكا اللاتينية، خلال سنوات نهاية القرن الخامس عشر الميلادي وقد انتقل هؤلاء إلى هذه البقاع حاملين معهم لغاتهم الخاصة، ومعتقداتهم الدينية وتقاليدهم. ولهذا كان لابد أن يكون تأثيرهم على المنطقة قويا وواضحا بعد إقامتهم فيها طوال هذه القرون.
يتكلم غالبية سكان أمريكا اللاتينية اليوم الأسبانية أو البرتغالية أو الفرنسية، وهي اللغات التي ترجع في أصولها إلى اللغة اللاتينية.
أما المناطق الأخرى التي استعمرتها بريطانيا أو هولندا فإن اللغة الإنجليزية أو اللغة الهولندية تعتبر اللغة الرسمية لكل منها. ويختلف العلماء بشأن هذه المناطق من حيث أنها تشكل جزءاً من أمريكا اللاتينية أم لا.
قبل أن تطأ أقدام أوائل الأوروبيين أرض أمريكا اللاتينية ويستقروا فيها، كان يسكن المنطقة الهنود الأمريكيون (الذين تعودنا أن نطلق عليهم الهنود الحمر).
لقد عاش الهنود في الأمريكتين لآلاف السنين قبل المستوطنين الأوروبيين وما لبث الأوروبيون، بعد استقرارهم، أن بدأوا في استجلاب العديد من الأفارقة السود لخدمتهم وخاصة إلى جزر الهند الغربية وإلى بعض مناطق القارة الساحلية.
وتزاوج العديد من البيض والهنود والسد عبر القرون، وعلى كل فقد أصبح معظم سكان أمريكا اللاتينية اليوم من أصول مختلفة. ويعود أصول معظم السكان إلى تزاوج الهنود مع البيض أو البيض مع السود. أما سكان أمريكا اللاتينية الآخرون فيرجعون إما إلى أصول هندية، أو سوداء، أو بيضاء لم تختلق مع غيرها من الأجناس الأخرى.
تنقسم هجرة المسلمين إلى أمريكا اللاتينية إلى قسمين:
الأول/ هجرة قديمة:
وهي هجرة المسلمين الذين هاجروا من الأندلس إلى أمريكا اللاتينية قرارا من بطش النصارى في ذلك الوقت وبالتحديد بعد سقوط الدويلات الإسلامية في الأندلس فقد أنشأ النصارى ما يسمى بمحاكم التفتيش التي يعذبون فيها المسلمين وقد حصلت في ذلك الوقت أكبر عملية تطهير عرقي مما اضطر كثير من المسلمين للهجرة إلى أمريكا اللاتينية المكتشفة حديثا ولما وصل المسلمين الفارين بدينهم إلى أمريكا اللاتينية تعقبتهم الجيوش الأسبانية التي قضت عليهما فيما بعد وتعد هذه الفترة من الفترات الأكثر غموضا وذلك بسبب ندرة المعلومات المتوفرة عن هذه الحقبة بالتحديد، وأيضا كان من هذه الهجرة القديمة تهجير الأفارقة من جزيرة العبيد في السنغال إلى البرازيل حيث كان جزءُ منهم مسلمون مما يشهد على ذلك ما وجد من مساجد قديمة في شمال البرازيل وبالتحديد في مدينة باهيا. ولكن كما ذكرنا تتميز هذه الفترة بالغموض وقلة المعلومات.
الثانية : عن بداية الهجرة العربية الحديثة لأمريكا اللاتينية
فقد كانت من الشام وبالتحديد من سوريا ولبنان وفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر.
حيث أن بلاد الشام كانت ولاية تابعة للدولة العثماني وفي أواخر عهد الدولة العثمانية ساءت أحوال الولايات العربية عامة والشام خاصة وذلك لأسباب كثيرة من أبرزها:
1- خروج الحركات السياسية التي ترفع شار القومية العربية وتحرض العرب أن يتحللوا من ربقة الاستعمار التركي كما يسمونه في ذلك الوقت. فحصلت في الشام عمليات الاعتقال والتعذيب التعسفية التي جعلت الكثير ممن تضرروا من سكان الشام يفكرون بالهجرة إلى أوروبا والأمريكيتين هذا من ناحية سياسية.
2- من ناحية اقتصادية فقد كان للحرب العالمية الأولى أثر كبير على الاقتصاد العثماني مما أدى ذلك إلى عجز اقتصادي لم يسبق له مثيل في عهد الدولة العثمانية كان من نتائجه أن حصلت مجاعة كبيرة ونقص في الغذاء تسبب ذلك في هجرة الكثير من سكان الشام.
بعد انهزام الدولة العثمانية وأفول نجمها تقاسمت الدولة العظمى العالم الإسلامي والعربي فقطعت أوصاله ومزقت وحدته وبدأ عهد جديد يسمى بعهد الاستعمار وقد أُستعمر الشام من طرف الانجليز والفرنسيين وعاشت بلاد الشام في أزمات مستمرة من تداني الوضع الاقتصادي والتجاري وأيضا ما تفشى من الفوضى الأمنية التي كان للمستعمر اليد الطولي فيها وكانت لهذه الأوضاع العصيبة السبب الكبير وراء هجرة العرب إلى دول أكثر أمن واستقرار ومن ضمنها دول امريكا اللاتينية.
ويعاني المسلمون في أمريكا اللاتينية من مشاكل كثيرة ومتنوعة ولإلقاء الضوء على هذه المشاكل أتناول أبرزها وأهمها أبشيء من التفصيل لكي نشخصها التشخيص الذي يمحنا الرؤية الواضحة لعلاج هذه المشكلات العلاج الأمثل.
@ وإبراز هذه المشاكل ما يلي:
الناحية الدينية
يعيش المسلمون في أمريكا اللاتينية في وضع صعب للغاية من الناحية الدينية وذلك لجهل كثير منهم بتعاليم الإسلام وضعفهم الشديد في تطبيق أحكام الدين من صلاة وصيام وغيرها من الواجبات وذلك لفقدهم الهوية الإسلامية وذوبانهم التام في المجتمعات التي يعيشون فيها.
فالمسلمون في أمريكا اللاتينية ليس لديهم مثلا مجتمع إسلامي يستطيعون أن يعشوا فيه ويكونوا فيما بينهم تجمعا يحميهم من الانصهار في المجتمعات اللاتينية ويظهرون فيه شعائرهم التعبدية من حجاب وصلاة وغيرها فيما بينهم كما هو الحال في بعض الأحياء الإسلامية في أوروبا مثلا.
الناحية اقتصادية:
في السابق اشتهر العرب في أمريكا اللاتينية بالتجارة وقد برز كثير من التجار العرب في فترات سابقة في أمريكيا اللاتينية بالتجارة وقد كان المهاجرون الأوائل أكثر جدية وحرصا من أبنائهم ومن أتى بعدهم وفي السنوات الأخيرة عانت كثير من دول أمريكا اللاتينية من أزمات اقتصادية خانقة أدت إلى تدني دخل الفرد في كثير من هذه الدول وبالطبع تأثير المسلمون بهذه المشاكل كما تأثر غيرهم مما جعلهم لا يفكرون إلا في المادة فقط وأهملوا معالجة قضاياهم الدينية.فعاقهم الوضع الاقتصادي عن التواصل مع الدول الإسلامية والمؤسسات الخيرية لكسب أكبر قدر من البرامج الدعوية التي تعود عليهم بالنفع والفائدة.
الناحية الاجتماعية
إن من أكبر ما يهدد الجالية الإسلامية ويضعفها هو ضعف الترابط الاجتماعي والأسري بين المسلمين في أمريكا اللاتينية ومن أبرز صور هذا الضعف زواج الكثير من المسلمين بغير المسلمات والعكس زواج المسلمات بغير المسلمين مما ينتج عنه ضياع هوية الأبناء.
وهناك كثير من المسلمين قد تنصر أولادهم بسبب أن الأب نصراني أو الأم نصرانية. فلو كان المسلمون في أمريكا اللاتينية يهتمون بالروابط الإسلامية ويتزوجون من بعض لما حصلت هذه المشكلة.
وأيضا من المشاكل التي تواجه المسلمات في أمريكا اللاتينية العنوسة فكثير من النساء لم تتزوج ويعود ذلك إلى عدم اهتمام الجالية الإسلامية بعضها ببعض.
هذا غير ما تعاني منه كثير من الأسر المسلمة من عدم السيطرة على الأولاد سواء كانوا بنين أو بنات فالأولاد هناك يتمتعون بحرية مطلقة ليسلها ما يقيدها أو يضبطها وغير ذلك من المشاكل المستعصية التي ترسبت في الجالية نتيجة الإهمال الذي استمر لسنوات طويلة.
وعن مدى التعاون القائم بين مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي:
فإذا نظرنا إلى العلاقة القائمة بين مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي من خلال الإطار الزمني فإننا سنلاحظ الفرق الكبير بين الماضي والحاضر ففي الماضي وقبل ما يزيد على أربعة عقود من الزمن كان التعاون ضعيفاً جداً باستثناء الأزهر الشريف الذي كان يرسل بعض الأئمة لبعض الدول اللاتينية وفي نطاق ضيق في ذلك الوقت.
وفي نظري أن ضعف العلاقة ما بين هؤلاء وهؤلاء له أسباب جوهرية منها مايلي:
- أنه في وقت مضى لم تكن هناك وسائل نقل سريعة ومهيأة التهيئة المناسبة كما نشاهد اليوم فقد كان التواصل عبر الرحلات البحرية أو الرحالات الجوية ولم تكن متاحة بسهولة كما هو الآن.
وأشير إلى أن للبعد الجغرافي أثراً كبيراً في فتور العلاقة ما بين مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي. فالسفر إلى أمريكا اللاتينية ليس بالأمر الهين.
أما في السنوات الأخيرة فقد حصل تطور ملموس في العلاقات مابين مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي.
ومما يؤكد على عمق التواصل بين مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي إقامة مراكز إسلامية كبيرة في عدد من دول أمريكا اللاتينية كمركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في بيونس أيرس في الارجنتين، ومسجد الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز البراهيم في كراكاس في فنزويلا ومسجد الرابطة في برازليا في البرازيل.
كل هذه الشواهد تؤكد عمق التواصل ما بين العالم الإسلامي ومسلمي أمريكا اللاتينية ولكن ليس هذا المؤمل بل نأمل في أن تكون العلاقة أكثر قوة وأشد متانة لكي ترتقي للمستوى المطلوب إن شاء الله وهذا ما نتمناه.
أما الإيجابيات التي يتميز بها العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية :
فإن قارة أمريكا اللاتينية قارة واسعة وكبيرة ومتعددة الأعراق والدول ومن أبرز ايجابيات العمل الدعوي فيها ما يلي:
ما تتميز به شعوب أمريكا اللاتينية
1- التسامح والانفتاح على ثقافات الآخرين وهذا ما لا يوجد في بعض الدول التي تتميز بالعنصرية والكراهية للغير فالشعوب اللاتينية ترحب بكل ثقافة جديدة ووافدة إليهم وهذا مما يشجع على استغلال هذا الجانب الاستغلال الأمثل فالواجب على المؤسسات الثقافية والجمعيات الدعوية في الدول الإسلامية أن تستفيد من هذا العنصر الهام وتُعرف بالإسلام وتبين أثره على الفرد والمجتمع وتبرز قيم التسامح مع الآخرين كما نرى في مثل هذا المؤتمر الذي نشارك فيه حالياً.
2- عدم وجود أي ثارات أو نعرات قديمة مع شعوب أمريكا اللاتينية بعكس الدول الأوروبية التي تنظر إلى المسلمين بعين وتنظر إلى الحروب الصليبية بعين أخرى مما يسبب التوتر الدائم بين المسلمين والأوربيين.
أما شعوب أمريكا اللاتينية فالسجل التاريخي بيننا وبينهم لا يزال نظيفا فلم يحصل ما يعكر على صفاء الود أي أمر سيء بيننا وبينهم. وهذا جانب مهم يجدر بنا أن نستغله.
الهموم المشتركة بين المسلمين من جهة وشعوب أمريكا اللاتينية من جهة أخرى فكلاهما يعانون من استبداد الدول العظمى وهيمنتها مما أوجد هموما مشتركة نلاحظها في كتابات مثقفينا ومثقفيهم وهذا مما يولد نوعا من القرب العاطفي بسبب الاضطهاد المفروض على كلا الشعبين فلو استفدنا من هذه النقطة على وجهة التحديد فإننا سنحقق مكاسب كبيرة تعود على المسلمين في أمريكا اللاتينية بالنفع والخير الكثير.
وعن أبرز العوائق والصعوبات التي تواجه العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية فإنها:
- البعد الجغرافي:
إن البعد الجغرافي يعتبر من أكبر العوائق في طريق العمل الدعوي وذلك لأنه يترتب عليه غلاء تذاكر السفر وغلاء الشحن وغيرها مما يضعف التواصل بين الجهتين ويجعل الكثير من الجمعيات الخيرية لا ترسل للمسلمين كل ما يحتاجون وذلك نظرا لغلاء الشحن سواء البحري أو الجوي بعكس الدول الإفريقية أو الأوروبية فإن قربها من العالم العربي والإسلامي حقق لها مكاسب كثيرة تعود بالنفع على المسلمين هناك.
وضعف العلاقات الرسمية بين بلدان العالم الإسلامي والعربي من جهة ودول أمريكا اللاتينية من جهة أخرى وهذا قد أثر على المسلمين في أمريكا اللاتينية تأثيراً كبيراً نلحظه ونشاهده.
وأيضا فإن هذه الجمعيات الخيرية والمنظمات الإغاثية تستفيد من الجهات التي تمثل بلدانها في الخارج فإذا لم يكن لهم من يمثلهم في مثل هذه الدول فإن إقبالهم يكون ضعيفا للغاية وذلك لأمور كثيرة سياسية وأمنية وغيرها.
-عنصر اللغة :
فاللغة هنا تمثل عائقا كبيرا في مسيرة الدعوة في أمريكا اللاتينية وذلك لأسباب منها:
- أن كثيراً من المهاجرين العرب قد فقدوا لغتهم العربية فلا نجد إلا نسبة قليلة جداً من أبناء المهاجرين العرب الذي مازلوا يحافظون على لغتهم الأم.
- الضعف الشديد الذي تعاني منه المكتبة الشرعية باللغة الإسبانية والبرتغالية مقارنة بالغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية. فلم تنشط حركة الترجمة للكتب الإسلامية إلا من سنوات قليلة وهي ما زالت تحتاج إلى دعم كبير ومتواصل.
وإن اللغة الإسبانية والبرتغالية بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية ليست ذات أهمية كاللغة الإنجليزية والفرنسية، فلو أردنا أن نبحث عن دعاة من العالم العربي الإسلامي يجيدون اللغة الإسبانية فلا نجد إلا عدداً قليلاً لا يسد احتياجاتنا لخدمة الناطقين بهذه اللغة.
-الجانب الأمني:
وهذا لا ينطبق على كل دول أمريكا اللاتينية بل على جزء منها فالأمن مطلب ضروري لأي عمل من الأعمال سواء الأعمال الدعوية أو غيرها من الأعمال فإذا انعدم الأمن فإنه سيؤثر بلا شك على مسيرة الدعوة في تلك البلدان.
وللإسهام في علاج الكثير من المشاكل والعوائق التي تواجه الجالية الإسلامية في أمريكا اللاتينية أطرح بعض التوصيات التي قد يكون لها الأثر الطيب إن شاء الله في تصحيح وضع الجالية وإيجاد بعض الحلول لما تعانيه الجالية من ضعف في ارتباطها بدينها ولغتها:
1- ابتعاث الطلاب المسلمين من أمريكا اللاتينية إلى الدول العربية وتسهيل المنح الدراسية لهم لكي يتعلموا العلوم الشرعية والعربية، ويكونوا مصدر تأثير على مجتمعهم الذي يعشون فيه.
2- التواصل ما بين الدول العربية الإسلامية مع الجالية المسلمة في أمريكا اللاتينية عن طرق المؤتمرات والمعارض الدولية، وغيرها من وصور التبادل الثقافي ما يعزز الانتماء لدى الجالية المسلمة في أمريكا اللاتينية للدين واللغة.
3- التركيز على ترجمة الكتب الإسلامية والأدبية للغة الأسبانية والبرتغالية لأن كثيراً من أبناء الجالية الإسلامية في أمريكا اللاتينية لا يتحدثون إلا باللغة الإسبانية والبرتغالية فهذا مما يربطهم ويقوي صلتهم بالثقافة الإسلامية حتى ولو لم يتكلموا باللغة العربية.
4- أن تهيأ معاهد في الدول الإسلامية لتدريب الدعاة وتعريفهم بأحوال الجالية المسلمة في أمريكا اللاتينية حيث يكون لدى الداعية معرفة تامة بأحوال الجالية مما يكون له أبلغ الأثر في التأثير عليهم وربطهم بدينهم ولغتهم.
وأننا في عصر الانفتاح الإعلامي لذا كان لوسائل الإعلام في الدول الإسلامية دور كبير في مد جسور التواصل بين المسلمين والجالية الإسلامي في أمريكا اللاتينية عبر القنوات والإذاعات والمجلات والانترنت وغيرها من وسائل الإعلام الكثيرة.
وفي الختام، أرجو أن أكون قد قمت بنقل صورة واضحة عن مدى العلاقة بين مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي مع تفاؤلي بأن هذه العلاقات ستتميّز وتصل إلى مراحل عالية تخدم الجالية الإسلامية في أمريكا اللاتينية، ولكن لابد من مبادرة سريعة من حكومات الدول الإسلامية ومؤسساتها الخيرية لمدِّ الجسور بين العالم الإسلامي ومسلمي أمريكا اللاتينية لكي نستطيع أن نحافظ على الهوية الإسلامية لدى مسلمي أمريكا اللاتينية.
المصدر: جريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2006/12/15/article209167.html)