العنف
ما هي دوافع العنف؟ هل هي بيولوجية؟ أنانية؟ مصلحية؟ أم طبقية؟ ما هي أشكاله؟ كيف تجسدت في التاريخ؟ هل يمكن الحديث عن عنف مشروع؟ أم أن العنف كيفما كان مصدره لا مشروعية له؟
المحور الأول: أشكال العنف
يعرف العنف في علاقته بالقوة:
- فهو استعمال للقوة في شكله الأساسي (سيتم الحديث فيما بعد عن عنف رمزي)
- وهو –عند أفلاطون مثلا- إفراط في استعمال القوة (وهو ما قد يعني أن كل استعمال للقوة ليس بالضرورة عنفا).
من جهة أخرى:
- هناك عنف فردي (يفسر بالعدوانية المتأصلة في البيولوجية الإنسان)
- وهناك عنف جماعي (مشاجرات، مواجهات، حروب...)
- وهناك عنف إجرامي (فردي و/أو جماعي)
- وهناك عنف تمارسه مؤسسات الدولة (يكون مقبولا وفق معايير معينة: المشروعية)
اهتم الفلاسفة والمفكرون السياسيون والاجتماعيون... بطبيعة العنف بكل أشكاله:
- توماس هوبز: عنف حالة الطبيعة.
- كونراد لورنتز: عنف العدوانية الإنسانية من وجهة نظر النزعة التطورية (وفق قانون البقاء للأقوى أو الأصلح)
- سيجموند فرويد: العدوانية طبيعة أصلية في الإنسان تعمل الحضارة والثقافة والقيم على كبحها وتغيير مجراها
- كارل فون كلوزفتس: عنف الحرب: السياسة حرب بطرق أخرى.
تطبيقات:
1. عنف العدوانية (نص لورنتز)
2. عنف الحرب (نص كارل فون كلوزفتس)
المحور الثاني: العنف في التاريخ
- تجسد العنف تاريخيا في عدة ممارسات عنيفة: فردية وجماعية، بين أفراد نفس الجماعة أو بين جماعات مختلفة، بين الرجال وضد المرأة أو ضد عرق من الأعراق...
ويعود العنف في أسبابه التاريخية إلى:
- البنية الجسدية للإنسان: العدوانية الغريزية.
- المشاكل الاقتصادية والاجتماعية (الفقر والاستغلال والاستعباد والاسترقاق واستغلال النساء...)
والأمثلة التي يقدمها التاريخ عديدة:
- عنف المستعمر ضد المستعمر
- الحربان العالميتان
- حروب حركات التحرر الوطني من أجل الاستقلال
- الحروب الراهنة
يمكن التساؤل عن مختلف الأسس التي تحدد تفسير أسباب العنف التاريخي:
بالنسبة للماركسية:
أساس العنف في التاريخ هو اقتصادي، لأن كل عنف يمارس باسم الدين أو السياسة أو الأخلاق هو عنف يعود لسبب اقتصادي. (المادية التاريخية)
بالنسبة للتحليل النفسي:
انتماء الإنسان لعالم الحيوان يجعله رهينة تسوية مشاكله والدفاع عن مصالحه باستعمال العنف بكل أشكاله.
علم الاجتماع والأنتروبولوجيا:
تم التدقيق في أشكال العنف التاريخي في أوضاع محددة: على سبيل المثال: التأكيد على أن وسائل العنف سيطر عليها الرجل تاريخيا، واستبعدت منها المرأة.
تطبيقات:
1. الحروب الداخلية والخارجية (بيير وارنييه)
2. احتكار العنف من طرف الرجال (جيدنز)
3. العنف والاقتصاد (أنجلز)
المحور الثالث: العنف والمشروعية
- إذا كانت المشروعية تعني الحق الإنساني في استعمال العنف من أجل قضايا عادلة، فإن هذا العنف مشروع من وجهة نظر التاريخ (مورس من طرف المضطهدين) ومشروع من وجهة نظر حقوق الإنسان (حركات التحرر)
- وإذا كانت المشروعية تعني الأساس العلمي فهناك في التحليل النفسي ما يكفي من الحجج الدالة على الطبيعة العدوانية للكائن الإنساني.
- وإذا كانت المشروعية تعني التبرير الفلسفي، فهناك فلاسفة توجوا العنف كأساس لتطور التاريخ:
نماذج :
- ماركس يرى أن العنف الممثل في صراع الطبقات هو أساس تطور التاريخ.
- نيتشه: القوة أساس الحياة، وإرادة القوة هي القانون الأسمى في الطبيعة وفي طبيعة الإنسان، الإنسان المتفوق، وكل ما يعترض هذه الإرادة يعود للضعف وقيم العبيد.
لكنت إذا كان العنف ينظر إليه كشر في ذاته، فإن الفلسفة تفضل الحوار والخطاب والعقل علة القوة والعنف والتدمير:
- فمجال الأخلاق يقتضي احترام الشخص الإنساني
- ومجال العقل يقتضي حل المشاكل بالتفكير
- ومجال الإنسانية يقتضي كبت العدوانية واستبدالها بالثقافة.
تطبيقات:
1. العقل ضد العنف (إريك فايل)
2. العنف المشروع (ماكس فيبر)